سمير كمونة لـ بطولات: حسام وإبراهيم حاولا ضمي للزمالك.. وبالاك كان مصدومًا من صيامي في رمضان.. وهذا المدرب الأفضل في مسيرتي
سمير كمونة .. لاعب كرة قدم سابق ومدرب حاليًا، لعب في مركز المدافع، وكان يتمتع بالقوة والبنية الجسدية المميزة، ملامح وجه الصارمة كانت تدل على حماسه وقتاله في المستطيل الأخضر، وكذلك البصمة التي تركها في كافة الأندية التي لعب في صفوفها.
لعب كمونة لـ المقاولون العرب والأهلي والاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي وبتروجت، كما كانت له تجربة احترافية في أوروبا عبر كايزرسلاوترن الألماني، وبورصة سبور التركي.
سمير كمونة كشف في حواره مع "بطولات" عن الكثير من الكواليس المهمة خلال مسيرته الطويلة، سواء في أوروبا أو مصر.
وإلى نص الحوار:
في البداية حدثنا عن كواليس احترافك؟
قبل احترافي حققت مسيرة جيدة مع المقاولون ثم الأهلي، وبعد تحقيق كأس الأمم الإفريقية مع المنتخب الوطني في 1998، تلقيت عرضًا من كايزرسلاوترن، وذهبت وقتها.
خلال وقتك في كايزرسلاوترن زاملت هاني رمزي.. كيف كانت العلاقة بينكما؟
هاني كان صديقي لسنوات طويلة، لطالما كنت معجبًا بطريقة لعبه، وعلى المستوى الشخصي نحن أصدقاء أعزاء، لقد ساعدني كثيرا وخاصة في موضوع اللغة، لأنني لم أكن أتقن الألمانية وقتها.
لعبت أيضًا مع مايكل بالاك؟
بالاك كان قريبًا جدًا مني، بداية علاقتنا كانت عندما دعانا للاحتفال بعيد ميلاده في إحدى المطاعم الشهيرة بكايزرسلاوترن، ومن وقتها أصبحت العلاقة قوية بيننا خلال التدريبات، ومايكل من الشخصيات الجميلة التي تحب العرب، والمنفتحة على الأجانب بشكل عام.
تدربت تحت قيادة أوتو ريهاجل أحد أبرز المدربين الألمان.. كيف كان انطباعك عنه؟
كان مدربًا ممتازًا وذكيًا، يجيد قراءة المباريات بشكل رائع، ويُحفظ لاعبيه المطلوب منهم بالتحديد قبل المباريات، كان له باعًا في البوندسليجا، وسبق أن درب هاني رمزي في فيردر بريمن، وهو من جلبه إلى كايزرسلاوترن، وكان مقتنع بنا جدًا، وعلى المستوى الشخصي أراه أحد أفضل المدربين الذين تعاملت معهم.
هل هو المدرب الأفضل في مسيرتك؟
لا.. الأفضل بالنسبة لي هو الراحل محمود الجوهري مدرب المنتخب الوطني السابق، كان من المقربين جدًا لي، وهو من طور طريقة لعبي، وقدمت معه أفضل مستوياتي خلال فترتي مع المنتخب، كان أفضل مدرب تعاملت معه على الإطلاق، كما أنه حقق انجازات كثيرة للكرة المصرية مثل الصعود لمونديال 1990 والفوز بأمم إفريقيا 1998، لقد صنع نجوم أقوياء في فترته.
لماذا انتهت تجربتك في ألمانيا سريعًا؟
ذهابي إلى أوروبا في سن الـ 26 أو 27 أثر على مسيرتي الاحترافية بالسلب، لو كنت احترفت في سن أصغر مثل ميدو وهاني رمزي ومحمد زيدان وغيرهم لحققت نجاحًا أكبر، بالفعل لم أتأقلم بالشكل المثالي هناك، كما لعبت صعوبة تعلم اللغة الألمانية دورًا في ذلك أيضًا.
ذهبت بعد ذلك إلى تركيا.. حدثنا عن تجربتك هناك؟
الأجواء في تركيا مثل مصر تمامًا، لكن اللغة هي الوحيدة المختلفة، أنا راض جدًا عما قدمته في أوروبا، لعبت قرابة ثلاث سنوات بين كايزرسلاوترن الألماني وبورصة سبور التركي، وشاركت في بطولة دوري أبطال أوروبا، وواجهت فرق كبرى مثل سيلتك وبنفيكا وأيندهوفن.
هل تتذكر أول أهدافك في أوروبا؟
نعم.. كانت خلال مباراتي الأولى مع كايزرسلاوترن أمام فريق ميونخ 1860 في البوندسليجا، وكانت النتيجة 1-1، ثم سجلت هدف الفوز من تسديدة قوية، ورغم صعوبة الأجواء إلا أني كنت موفقًا، وأعتز كثيرًا بهذا بالهدف.
مسيرتك بعد الاحتراف لم تسر على نحو جيد.. ما أسباب ذلك؟
تعرضت لإصابة قوية في وجهي مع نهاية مسيرتي الاحترافية، وعند عودتي لعبت مع الأهلي لكني تعرضت للإيقاف لأذهب على سبيل الإعارة للاتفاق السعودي، وعند عودتي أخبرتني إدارة الأهلي أنها تنوي الإحلال والتجديد، وأني أصبحت خارج حسابات جو بونفرير، مدرب الفريق وقتها.
عامل السن لعب دورًا أيضًا في انتهاء مسيرتي الأهلي، كنت على مشارف الـ 30، وفي وقتي كان من يصل إلى هذا العمر، يتحدث الجميع عن موعد اعتزاله عكس الوقت الحالي، إذ يلعب اللاعبون حتى سن 35 و36، وربما أكثر من ذلك.
حدثنا عن كواليس إيقافك؟
اتحاد الكرة قرر إيقافي لمدة عام بسبب اتهامي بتوجيه إشارة بذيئة لجماهير المحلة، رغم عدم وجود أي دليل على ذلك سوى تقرير الحكم، التلفاز لم يلتقط ذلك، ومانويل جوزيه وصف قرار اتحاد الكرة بالظالم.
ولكن حكم المباراة قدم التقرير بذلك؟
الحكم ربما يكون زملكاويًا أو لا يحبني، فقرر معاقبتي بهذه الطريقة، شخصيًا أرى أن ما تعرضت له كان ظلمًا، حاولنا الالتماس ولكن الاتحاد رفض، أعتقد أن هذه الواقعة غيرت مجرى مسيرتي تمامًا.
كيف استقبلت خبر أنك خارج خطط الأهلي؟
الأهلي كل فترة يستخدم الإحلال والتجديد، كابتن محمود الخطيب تحدث معي وقتها وأخبرني أنني خارج خطط بونفرير، بالإضافة إلى وليد صلاح الدين، وعلاء إبراهيم، ومحمد فاروق، وأن عقودنا لن تُجدد، إذ كنا في العام الأخير من عقدنا.
لم تشعر بالضيق وقتها؟
لا.. رغم أنه كان في مقدرتي اللعب لموسمين أو ثلاث بأعلى مستوى، لقد لعبت بالفعل في الاتحاد والمصري وبتروجيت بعد رحيلي عن الأهلي، ولكن هذا أمر طبيعي يحدث من فترة لأخرى في القلعة الحمراء، حدث من قبل مع كابتن طاهر أبو زيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومحمود صالح، ثم معي أنا ووليد وعلاء وفاروق، ويحدث مع حسام عاشور حاليًا.
هل وصلك عرضًا من الزمالك؟
نعم.. حسام وإبراهيم حسن كانا مقربين مني للغاية، وحاولا إقناعي بالانضمام إلى الزمالك، عندما قررت العودة من الاحتراف، كما تحدثت مع أحمد رمزي وحلمي طولان، وجلست بالفعل مع أوتوفيستر مدرب الزمالك وقتها.
حدثنا عن نقاشك مع أوتوفيستر؟
أوتوفيستر شرح لي طريقة اللعب ودوري في خطته، كان مقتنعا بي جدًا، وعرض عليا مبلغا كبيرا كان سيجعلني ضمن أكثر لاعبي الزمالك أجرًا، ولكني لم أستطع الموافقة، شكرتهم على عرضهم وأخبرتهم أنني أحب الأهلي، ولا أتخيل نفسي بقميص الأبيض.
لم تشعر بالندم بعد رفض عرض الزمالك المغري؟
على الإطلاق، كان من الممكن أن أذهب إلى الزمالك ولا أنجح، عامة أنا لا أندم على قرارتي، أنا مقتنع بنصيبي وقدري، ولا أحد يأخذ أكثر من حقه.
ما رأيك في موقف الأهلي مع حسام عاشور؟
حدث معه مثل ما حدث معي، الجهاز الفني هو من يقرر، وهي وجهة نظر فايلر، ربما يريد المدرب الاعتماد على لاعبين أصغر أو مناسبين لطريقة لعبه أكثر، وهذا لا يعيب عاشور صاحب التاريخ والباع الطويل مع الفريق.
عاشور كان من أفضل اللاعبين الذين شغلوا مركز وسط المدافع في الأهلي، فهو أكثر لاعب في تاريخ النادي تحقيقًا للألقاب، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، ولن يُمحى تاريخه حتى لو رحل، وله مطلق الحرية في الاستمرار بالملاعب من عدمه.
كيف ترى رحيل أحمد فتحي إلى بيراميدز؟
موضوع أحمد فتحي احترافي 100%، الأهلي عرض عليه 11 مليونًا، وبيراميدز عرض 15 مليونًا، فقرر الانتقال إلى النادي الذي استجاب لطلباته، وأعتقد أن جماهير الأهلي ليست غاضبة من الجوكر بسبب اختياره العرض المالي الأكبر في المقام الأول، بل لأنها فقدت لاعبًا كبيرًا، في رأيي الأهلي خسر اللاعب، وهو خسر الأهلي، لكن في النهاية، وارد في كرة القدم أن تفقد لاعبًا مهمًا، الدنيا لن تقف على لاعب أبدًا، فمن قبل غادر حسام وإبراهيم والحضري وإبراهيم سعيد وعبد لله السعيد وغيرهم، ولم تقف الحياة في الأهلي، كما أنى أرى أن النادي تعامل باحترافية كبيرة في ملف فتحي.
من تراه البديل المناسب لتعويض أحمد فتحي؟
لا أعتقد أن هناك لاعب على الساحة حاليًا يقدر على تعويض أحمد فتحي، من الصعب صنع فتحي جديد في أقل من سنة، محمد هاني يمكنه ذلك، ولكن سيحتاج إلى الوقت كي يعوض فتحي.
هناك من يتحدث عن رجب بكار؟
رجب لاعب جيد ولديه إمكانيات فنية لا بأس بها، ولكنه لا يُقارن بأحمد فتحي، أعتقد أنه لا يملك الجودة اللازمة للعب بصفوف الأهلي، خاصة مع قوة المنافسات الإفريقية، في رأيي أن النادي بحاجة للتعاقد مع لاعب دولي في هذا المركز أو الاعتماد على هاني بشرط الصبر عليه.
بمناسبة رمضان.. كيف كانت حياتك مع الشهر الكريم خلال فترة احترافك؟
في ألمانيا، كان آذان المغرب في التاسعة ونصف مساءً، هل تصدق؟ لم يكن هناك وقتًا كبيرًا بين الفطار والسحور، فالنهار في ألمانيا طويل جدًا، كنا نتدرب في التاسعة صباحًا وبعض الأيام كنا نتدرب على فترتين، ومع هذا تشعر أن الوقت لا يمر، كنت أذهب للنوم واستيقظ ومازال أمام بعص الوقت حتى الآذان.
كنت أقود سيارتي في شوارع كايرزسلاوترن حتى يأتي ميعاد الآذان، وكان لي صديق إيطالي يملك مطعمًا، أخبرته ببرنامجي الغذائي وأني سأكل في التاسعة مساءً، وسارت الأمور على هذا النحو، وكنت أفتقد الأجواء الرمضانية بشدة، فهي غائبة تمامًا هناك.
هل واجهت مشكلة مع المدرب هناك بسبب الصيام؟
لا.. كان يعلم مدى قدسية هذا الشهر بالنسبة للمسلمين، وتفهم تمامًا صيامي، كان يطمئن عليّ من وقت لآخر ويسأل عن نظامي الغذائي، ولكن مع اللاعبين كان الأمر يختلف، كانوا جميعهم يتعجبون من صيامي وعدم شربي للماء، حتى أنهم كانوا يمزحون معي برش الماء عليّ وتقريب زجاجات المياه من فمي، استمر الأمر بعض الوقت حتى تفهموا أن الصيام أمر ديني لا أستطيع تجاهله.
احكي لنا موقف لن تنساه بسبب الصيام؟
لن أنسى موقف مايكل بالاك عندما أصر أن أشرب الماء، وقال لي وقتها: (مستحيل أن تتدرب بدون ماء أو طعام، كيف تفعل ذلك؟ لقد تناولت الطعام قبل التدريب ولا أتوقف عن شرب الماء ومع هذا أشعر بالإرهاق)، لكنه تفهم تلك العادة في النهاية.