في العاشر من أبريل عام 2012 ، حصل نادي بازل السويسري على توقيع اللاعب الصاعد محمد صلاح ، نجم المقاولون العرب، ليحصل الفريق السويسري على دعم قطاع عريض من عشاق الساحرة المستديرة بمصر ، قبل أن ينتقل صلاح إلى صفوف عملاق لندن نادي تشيلسي في مطلع عام 2014 ، في صفقة قياسية للاعبي الكرة المصرية ، حيث  تجاوزت قيمتها الـ15 مليون يورو ؛ وهو ما أشاد به كافة متابعي الكرة الأوروبية في مصر ، خاصة وأن الفريق السويسري كان قد حصل على خدمات نجم ذئاب الجبل بمبلغ زهيد من المال ، وربما يغيب عن أذهان الكثيرين من مشجعي الكرة بمصر أن ما فعله الفريق السويسري في صفقة صلاح يعد أمراً معتادا في ملعب سانت ياكوب بارك، والذي يعد منجماً للذهب الكروي ، الذي تصدره سويسرا لكبرى أندية العالم ؛ في هذا التقرير نستعرض عدداً من نجوم أوروبا والذي كان سانت ياكوب بارك محطة انطلاقهم نحو كبرى أندية القارة العجوز ، بالإضافة إلى آخرين باتوا قاب قوسين أو أدنى من السير على درب سابقيهم ...

إيفان راكيتيتش

يمتلك اللاعب الكرواتي مسيرة كروية رائعة ربما كانت أفضل لحظاتها تلك التي تمكن فيها صاحب الـ27 عاماً من هز شباك الأسطورة جانلويجي بوفون في نهائي النسخة الماضية من  دوري أبطال أوروبا ، في لقاء فريقه ضد عملاق تورينو نادي اليوفنتوس والتي انتهت لصالح البلوجرانا بثلاثة أهداف مقابل هدف ، ليواصل النجم الكرواتي مسيرته التي بدأها في مدينة بال عام 1995 ، وشارك ايفان مع فرق قطاع الناشئين المختلفة ببازل حتى تم استدعاؤه للفريق الأول عام 2007 وهو العام الذي شهد ارتداؤه لقميص المنتخب الكرواتي الأول للمرة الأولى ، بعد أن لعب أربع مباريات مع منتخب سويسرا تحت 21 عاماً ،وسجل خلالها هدفا وحيداً ، ولكن مسئولي الاتحاد الكرواتي آنذاك تمكنوا من إقناعه بتمثيل منتخب بلاده .

شارك راكيتيتش مع الفريق الأول لبازل في 34 مباراة تمكن خلالها من تسجيل 11 هدفاً في الفترة بين 2005 – 2007 ، وفي الـ22 من يناير 2007 وقع صاحب الـ19 عاماً آنذاك على عقود انضمامه لنادي شالكه الألماني في صفقة بلغت قيمتها خمسة ملايين يورو ، ومنه إلى نادي إشبيلية الإسباني عام 2011 ، قبل أن يحط الرحال مع عمالقة الكامب نو في يونيو 2014 مقابل 20 مليون يورو تقريباً.

شيردان شاكيري :

اللاعب الأغلى في صفوف فريق ستوك سيتي الإنجليزي الآن ، والذي وصل إلى مدينة ستوك مطلع العام الموسم الجاري عبر بوابة إنتر ميلان الإيطالي في صفقة بلغت قيمتها 12 مليون جنيه استرليني ، بدأ صاحب الـ24 عاماً رحلته مع الساحرة المستديرة في صفوف نادي أوجست السويسري عام 1999 قبل أن يلتقطه كشافو بازل عام 2001 ، ليتدرج اللاعب ذو الأصول الكوسوفية في المراحل السنية المختلفة بالفريق حتى عام 2009 ، قبل أن يحجز لنفسه مكاناً في التشكيلة الأساسية للفريق ، ليلعب شاكيري 91 مباراة بقميص أبناء سانت ياكوب بارك في الفترة بين 2009 – 2012 مسجلاً خلالها 18 هدفاً مع الفريق ، وهو ما وضعه على رادار عدد من كبرى أندية القارة الأوروبية ، قبل أن يعلن الفريق السويسري انتقال شاكيري إلى صفوف العملاق البافاري بايرن ميونخ لمدة أربعة مواسم بدءاً من موسم 2012/2013 في صفقة بلغت قيمتها 11.2 مليون جنيه استرليني ، قبل ان ينتقل إلى صفوف النيراتزوري ، مطلع العام الحالي ومنه إلى نادي مدينة ستوك في أغسطس الماضي .

جرانيت شاكا

إسم جديد بدأ مسيرته الكروية مبكراً بين جدران سانت ياكوب بارك ، وسيراً على درب سابقيه لم يكن غريباً أن تدور بسببه الحرب الباردة بين عمالقة القارة العجوز هذه الأيام، سعياً للحصول على توقيعه في الانتقالات الشتوية القادمة  .

بدأ صاحب الـ23 عاماُ مسيرته مع بازل عام 2002 ، واستمر في التدرج في المراحل العمرية المختلفة مع  ناشئي الفريق ، قبل أن يحجز مكانه في تشكيل الفريق الأول للعملاق السويسري بدءاً من موسم  2010/2011 ، شارك شاكا مع الفريق الأول لبازل في 44 مباراة وسجل هدفين ، وحصل مع الفريق على لقبي الدوري والكأس ، وقبل أن يبدأ صراع المنافسة على اللاعب الشاب ، تمكن مسئولو بروسيا مونشجلادباخ الألماني من التوصل لاتفاق مع مسئولي بازل يقضي بانتقال صاحب الـ20 عاماً إلى البروسيا بارك مقابل 8.5  مليون  يورو ، ليبدأ شاكا مسيرته مع الفريق الألماني والتي شهدت تسجيل 6 أهداف في 93 مباراة خاضها بقميص المهور ، ليقترب اللاعب وبشدة من الانتقال إلى أحد كبار أوروبا في القريب ، خاصة في ظل الحرب القائمة بين عدد من عمالقة القارة يأتي في مقدمتهم أرسنال الإنجليزي وبايرن ميونخ الألماني .

محمد صلاح

في الوقت الذي رأى فيه ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك الأسبق عدم صلاحية مهاجم الذئاب  للدفاع عن ألوان القلعة البيضاء ، لم يحتج مسئولو الفريق السويسري سوى 45 دقيقة فقط للاقتناع بقدرات ابن مدينة بسيون ،  في المباراة التي لعب صلاح شوطها الثاني فقط مع المنتخب الأوليمبي ضد بازل في الـ16 من مارس عام 2012 ، والتي تمكن من تسجيل هدفين ضمنا  لأبناء هاني رمزي الفوز بنتيجة 4/3 في هذا اللقاء ، وعلى الفور طالبت إدارة بازل مسئولي المنتخب الأوليمبي المصري ببقاء صلاح أسبوع أخر للمشاركة في تدريبات الفريق ، ليعلن بازل عن التعاقد مع صلاح لمدة أربع سنوات  في العاشر من أبريل من العام ذاته .

توهج نجم صلاح مع الفريق السويسري منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدمه مدينة بال ، حيث تمكن من تسجيل 9 أهداف في 47 مباراة لعبها بقميص بازل ، وهو ما زاد من حدة المنافسة بين كبار أوروبا للحصول على خدمات المهاجم الشاب ، وقبل أن يوقع صلاح على عقود انتقاله لنادي ليفربول كما أعلنت كافة وسائل الإعلام الإنجليزية آنذاك، كان الموقع الرسمي لفريق تشيلسي يؤكد وبشكل قاطع أن ابن مدينة بسيون أضحى لاعباً في صفوف الفريق اللندني رسمياً  لمدة أربع سنوات مقابل 15 مليون يورو ، لعب صلاح مع تشيلسي لمدة عام تقريباً ولكن إصرار المدير الفني البرتغالي  للبلوز جوزيه مورينيو على عدم مشاركة اللاعب بصفة أساسية في معظم المباريات ، أدى لانتقال صلاح إلى صفوف فريق فيورنتينا الإيطالي لستة أشهر على سبيل الإعارة ، قبل أن ينتقل لذئاب روما في المركاتو الصيفي الماضي .

محمد النني

بدأ النني مسيرته مع الساحرة المستديرة في السادسة من عمره ، ليسير محمد على خطى والده والذي كان أحد لاعبي فريق بلدية المحلة ، ولكن حب والدته للأهلي جعل محمد يبدأ رحلته مع كرة القدم داخل جدران القلعة الحمراء ، رحلة استمرت 11 عاماً لم يجلس ابن مدينة المحلة فيها يوماً على مقاعد البدلاء ، قبل أن تقرر إدارة الأهلي إلغاء فريق مواليد 92 بالكامل عام 2008 ، وهو ما جعل النني يطرق أبواب الفارس الأبيض الذي فتح له ذراعية لارتداء قميص أبناء ميت عقبة ، ولكن تعلق محمد بصديقه السابق بصفوف الأهلي محمد أبوحطب "أحد لاعبي شباب كوم حمادة الآن" حال دون انتقاله إلى الفريق الملكي ، حيث تمكن الأخير من إقناعه بارتداء قميص ذئاب الجبل ، وبعد إتمامه عامه الأول بين صفوف ناشئي الجبل الأخضر ، تم تصعيد النني إلى الفريق الأول للذئاب ، لتلتفت له الأنظار بشدة خاصة بعد أداءه الرائع مع منتخب الشباب في كأس العالم 2011 .

في أوائل يناير 2013 تلقى النني دعوة لإجراء فترة معايشة مع نادي بازل ، قبل ان يعلن الفريق ضم اللاعب المصري على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم ، وتمكن النني خلال فترة وجيزة من إقناع الجميع بمستواه ، حيث توج مع الفريق بلقب الدوري السويسري فضلاً عن بلوغه الدور قبل النهائي لبطولة الدوري الأوروبي  ، ليعلن بازل عن ضم ابن الجبل الأخضر بصفة نهائية  لمدة أربع سنوات .

وعلى مدار ثلاثة مواسم تقريباً ، ظهر النني بمستوى أكثر من رائع مع الفريق السويسري ، جعله أحد الركائز الأساسية في تشكيلة أبناء سانت ياكوب بارك في البطولات المختلفة ، وهو ما وضعه على رادار عدد من الأندية الأوروبية يأتي على رأسها أرسنال الإنجليزي ،وفقاً لما ذكره عدد من التقارير الصحفية مؤخراً.

بريل امبولو

مهاجم شاب لم يبلغ التاسعة عشر من عمره بعد ، بدأ حياته داخل المستطيل الأخضر في الثامنة من عمره مع نادي نوردستيرن السويسري تحديداً عام 2006 ، ومنه إلى فريق أولد بويز عام 2008 قبل أن تبدأ رحلته مع مدينة بازل عام 2010 حينما انضم إلى فريق الناشئين بالنادي ، في عام 2014 لعب امبولو مباراته الأولى بقميص الفريق الأول لبازل عندما استضاف سانت ياكوب بارك نادي ريد بول سالزبورج النمساوي في بطولة الدوري الأوروبي ، لتبدأ مسيرة اللاعب ذو الأصول الكاميرونية مع العملاق السويسري ، حيث ظهر اللاعب في 74 مباراة بقميص بازل سجل خلالها 26 هدفاً حتى الآن ، وتشير كافة الأخبار والتقارير التي تتداولها المواقع والصحف العالمية أن اللاعب ذو الـ18 ربيعاً لن يمكث في بازل طويلاً ، خاصة في ظل الحرب الدائرة في الكواليس بين عمالقة أوروبا ، من أجل الظفر بخدمات المهاجم الشاب ، ويأتي برشلونة الإسباني على رأس قائمة طويلة تضم أندية تشيلسي ومانشستر يونايتد الإنجليزيين ، بالإضافة إلى يوفنتوس الإيطالي وفولفسبورج الألماني ، جميعها يرغب في الحصول على توقيع إمبولو في فترة الانتقالات الشتوية القادمة .

إسماعيل عبد العاطي