تقاسم ذهبية وطفلة تتغلب على جمجمتها المكسورة.. قصص لا تُصدق لأبطال أولمبياد طوكيو
صديقان يتقاسمان الميدالية الذهبية، طفلة تتغلب على جمجتها المكسورة، بطل يلجأ للكروشية، واتفاق عربي من أجل الميدالية، محارب للسرطان، وصغارًا وكبارًا لا يعرفون اليأس في الطريق لمنصة التتويج في أولمبياد طوكيو 2020.
"كان قرار مشاركة الميدالية الذهبية الأولمبية قرارًا عاطفيًا خالصًا واحترامًا وحبًا لزميلي المنافس"
بالتأكيد ليس من السهل أن تقرر التفريط في التفرد بميدالية ذهبية بأولمبياد طوكيو، وتفضل أن تتقاسمها مع منافسك، لكن القرار لم يستغرق ثوانٍ معدودة، ليكسب القطري معتز برشم، احترام وتقدير عالمي بسلوكه.
منافسات أولمبياد طوكيو 2020، حافلة باللقطات العاطفية واللحظات الملهمة، وقصص رائعة للأبطال المشاركين.
صديقي معتز.. هل يمكن أن يفوز كلانا بالذهب؟
في منافسات الوثب العالي، تحدث الحكم مع معتز برشم والإيطالي جانماركو تامبيري، قائلاً: "يمكنكما الاستمرار في القفز"، ليرد القطري: "هل يمكن أن يفوز كلانا بالذهب؟"، أجابه الحكم: "هذا ممكن لو قرر كلاكما ستكونا بطلين".
قفز تامبيري في جنون محتضننًا صديقه برشم، الثنائي اعتلى منصة التتويج في مشهد رائع وكلاهما حصل على الميدالية الذهبية.
برشم كتب عبر حسابه على "تويتر": "كان قرار مشاركة الميدالية الذهبية الأولمبية قرارًا عاطفيًا خالصًا واحترامًا وحبًا لزميلي المنافس، أعرف كم يعني الفوز بالذهب، فرصة مشاركة الذهب شيء سأعتز به لبقية حياتي، آمل أن نكون مصدر إلهام للناس في أن مشاركة ودعم الزملاء هي واحدة من أقوى الهدايا التي لدينا".
تأثر تامبيري لم يأتِ من فراغ، وقرار برشم ورائه أسباب تعود لعام 2016، الإيطالي سردها في مقال له بعام 2018.
تامبيري كسر كاحله في عام 2016 وكان يائسًا وعاد للتنافس في عام 2017، ذهب من أوسترافا لباريس ولعبت بصورة سيئة على حد قوله، ولم يستطع أن يقفز قفزته الأولى، ليصاب بالإحباط.
وهنا جاء دور برشم الذي ذهب له في غرفته مصرًا على التحدث معه، وبكى تامبيري أمام معتز الذي طالبه بعدم التعجل وألا يتوقع الكثير في تلك المرحلة، وأن يأخذ وقته في العودة لمستواه.
شارك تامبيري لاحقًا في منافسة ببودابست، وطالب المسؤولين بعدم إخبار أحد بمشاركته، وبالفعل تم وضع اسمه قبل 24 ساعة فقط من المنافسة، وتحدث الإيطالي مع شخصين فقط، وهما مدير البطولة ومعتز برشم.
تامبيري قدم بطولة مذهلة، ولم ينسِ الإيطالي دور برشم في دعمه، واستمرت الصداقة الرائعة التي ظهرت في أبهى صورها بأولمبياد طوكيو باحتضان مؤثر وتتويج بالذهبية معًا.
فريال أشرف ولمياء معطوب.. اتفاق عربي من أجل الميدالية
الجزائرية لمياء معطوب بعد فقد فرصها في التأهل، وتقرر الخروج أمام المصرية فريال أشرف دون أي هجمة، لمنحها فرصة التنافس على الميدالية، التعادل كان يضمن لفريال التأهل والمنافسة على ميدالية برونزية على الأقل في منافسات الكاراتيه.
بدورها فريال أشرف تمنح بطلة الجزائر فرصة الخروج بنقطة لحفظ ماء الوجه، ويحتضن الثنائي بعضهما عقب نهاية المباراة.
فريال كللت جهودها بالميدالية الذهبية لمنافسات الكوميتيه وزن 61 بالكاراتيه، وهي أول ذهبية لمصر في الأولمبياد منذ ذهبية كرم جابر في أولمبياد أثينا 2004 (مصارعة رومانية).
تنمر ووفاة والده قبل الأولمبياد .. وكروشيه ثم ميدالية الذهبية
توم دالي، بطل الغوص الحائز على الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو، أثناء مشاهدة نهائي الوثب 3 أمتار سيدات، يمسك بالإبر والصوف.
قبل الجولة الثالثة من الغطس، دالي استخدم الكروشيه لصنع سترة لكلبه، وبعد فوزه بالميدالية الذهبية مع ماتي لي، صنع حافظة من الكروشيه للحفاظ على ميداليته الذهبية من الخدش، يظهر عليها علم بريطانيا وعلى الجانب علم اليابان المضيفة للأولمبياد، وقال: "هذا يعني أنه يمكنني حمل ميداليتي دون خدشها!".
دالي من محبي الخياطة والكروشيه وله حساب على إنستجرام "Made With Love By Tom Daley" ينشر عليه صور للمنتجات التي يصنعها.
وقال: "الشيء الوحيد الذي جعلني عاقل طوال كل هذا، هو حبي للحياكة والكروشيه، قد ساعدني تعلم الحياكة والكروشيه كثيرًا خلال هذه الألعاب الأولمبية وفزنا بالذهب!".
توم في تصريح سابق عن تأثير الحياكة على تفكيره أثناء المسابقات أفاد: "عندما ذهبنا إلى اليابان لإجراء الاختبار، أخذت أغراض الحياكة معي وكنت أفعل ذلك أثناء المنافسة لأنه في بعض الأحيان يكون هناك 45 دقيقة بين كل منهما، أجلس هناك وأبعد ذهني عن المنافسة تمامًا، أنا مهووس!'.
بدأ اهتمام توم بالغوص في سن 8 سنوات، وفي سن 14 عامًا، كان توم يمارس رياضة الغوص، وحقق نجاحات ملحوظة لمدة سبع سنوات، وفاز بكأس الجودو بعمر 9 سنوات، وبعد رؤيته للاعبين الأكبر سنًا أثناء القفز من الألواح العالية في حمامات السباحة، قرر أن هذه هي الرياضة المناسبة بالنسبة له.
تعرض للتنمر وأجبر على ترك مدرسته وصرح والده روب :" البلطجة شديدة، لقد تم دفعه إلى الأرض وهو يمشي في المدرسة وفي الفصل يلقون الأقلام وأقلام الرصاص عليه بل هدد بعضهم بكسر رجليه، وكانت تلك القشة الأخيرة، لقد اكتفى".
ظهر دالي لأول مرة في الألعاب الأولمبية بعمر 14 عامًا في بكين وفاز بالميدالية البرونزية في لندن 2012 وفي أولمبياد ريو 2016.
أثناء استعداده لأولمبياد لندن، والده كان يعاني من سرطان الدماغ وكان يحاول مساعدة دالي في تدريباته، وقبل البطولة بعام توفى والد دالي بعمر 40 عاما، وكان دالي عمره 17 عامًا حينها.
قال توم عن والده: "أحد آخر الأشياء التي قالها لي هو، هل لدينا تذاكرنا، فكرت وسألت تذاكر من أجل ماذا؟، وقال لي تذاكر لندن 2012 ، لأنني أريد أن أكون في الصف الأول".
حصل توم على الميدالية البرونزية في المسابقة الفردية لكنه أنهى الألعاب بالدموع، واعترف بأنه أصيب باضطراب ما بعد الصدمة من الضغط وفكر في التوقف عن الغوص تمامًا.
وصرح حينها: "لقد كنت أكثر رعبا من أي وقت مضى في حياتي، وأعتقد أنني يمكن أن أفقده مرة أخرى أمام 18000 شخص، لقد فقدت الحافز، اعتقدت أنني قد لا أريد الغوص بعد الآن، وليس الذهاب إلى أولمبياد أخرى، كنت أرغب في الخروج وأن أكون مراهقًا عاديًا".
المراهق لم يستلسم لمشاعر الفقد واليأس، وأكمل مسيرته، وظهر على منصة التتويج بميداليته الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020.
محارب السرطان يمنح الميدالية الأولى للبرتغال
البرتغالي خورخي فونسيكا فاز بالميدالية البرونزية لمنافسات الجودو رجال وزن 100 كجم، بعدما فاز على الكندي ذو الأصول المصرية شادي النحاس، وكانت تلك الميدالية الأولى في رصيد بلاده البرتغال.
فونسيكا لديه قصة ملهمة أيضًا، ولم يمنعه السرطان من المضي قدمًا في مشواره البطولي.
تعود القصة لعام 2015، وبعد تعرضه لإصابة في أربطة الركبة، وجد الأطباء ورمًا خبيثًا في ساقه اليسرى، وتغلب خورخي على سرطان الغدد اللمفاوية.
واصل الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم لعامي 2019 و2021، قبل أن يضيف البرونزية الأولمبية في منافسات أولمبياد طوكيو 2020.
اقرأ أيضًا.. "أنا أسفة كان نفسي أجيبلك دهب".. اعتذارات ودموع أبطال مصر رغم الإنجازات التاريخية بأولمبياد طوكيو
صغار عمرًا وكبار .. وأبطال في أولمبياد طوكيو
كوكونا هيراكي .. أصغر أبطال الأولمبياد
اليابانية كوكونا هيراكي دخلت تاريخ الألعاب الأولمبية بعدما أصبحت أصغر لاعبة يابانية تحرز ميدالية أولمبية عبر التاريخ.
هيراكي حصلت على فضية التزلج على الألواح للسيدات في أولمبياد طوكيو 2020، وتخطت الأمريكية مارجوري جيسترينج التي فازت بمسابقة الغطس في أولمبياد برلين عام 1936.
أما اليوناني لوندراس هو أصغر من فاز على الإطلاق في الأولمبياد، وحقق ببرونزية الجمباز في أولمبياد أثينا عام 1896 وهو في سن 10 أعوام.
معجزة سكاي براون.. جمجمة مكسورة وميدالية برونزية
منافسات التزلج هذه شهدت إنجازًا أيضًا، بفوز البريطانية سكاي براون بالبرونزية، وعمرها 13 عامًا.
اعتلاء سكاي لمنصة التتويج وهي حاملة للبرونزية، يأتي بعد 14 شهراً فقط من حادث مرعب في كاليفورنيا أدى إلى كسر جمجمتها ويدها ومعصمها وجروح في رئتيها خلال تدريبها، ونقلت حينها إلى المستشفى فاقدة للوعي، لكنها تخطت العقبات وعادت للتنافس مجددًا.
ومراهقة الصين الذهبية هونغ تشان تشوان
تشوان بعمر 14 عامًا، هي أصغر رياضية صينية في ألعاب طوكيو تفوز بميدالية، وقد توجت بذهبية الغطس، بثلاث محاولات مثالية، مع 466.20 نقطة وتفوقت على مواطتنها يوتشي تشين (15 عامًا) التي حصدت الفضية.
أندرو هوي.. الفارس البطل الأكبر عمرًا
أما أكبر الفائزين، هو الاسترالي أندرو هوي في سن الـ 62 عامًا، وهو أكبر رياضي يحرز ميدالية في الألعاب الأولمبية منذ عام 1968، وذلك بفوزه بفضية المسابقة الكاملة لمنافسات الفروسية للفرق في أولمبياد طوكيو.
وهي الميدالية الأولمبية الخامسة لهوي، ثلاث منها من ذهبية، لكنها الأولى منذ ألعاب سيدني 2000.
انجازات هوي لم تتوقف في أولمبياد طوكيو، وظهر مجددًا على منصة التتويج بعد فترة قصيرة من انجازه الأول، متوجًا ببرونزية المسابقة الكاملة لمنافسات الفروسية للفردي.