بعدما أنقذت الحضري سابقًا.. هل تُخمد إيطاليا بركان جماهير ميلان ضد دوناروما!

تعرض الدولي الإيطالي جيانلويجي دوناروما حارس مرمى منتخب إيطاليا لهتافات وصافرات استهجان من جماهير ميلان، خلال مباراة الأزوري أمس أمام إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية.

دوناروما ظهر مهزوزًا خلال المباراة، ولم يقدم المستوى المعتاد منه، خاصة وأنه تألق الأسبوع الماضي وكان سببًا في فوز فريقه الجديد باريس سان جيرمان على مانشستر سيتي ببطولة دوري أبطال أوروبا.

دوناروما خاض أول مباراة له على ملعب سان سيرو الخاص بفريق ميلان، منذ رحيله عن روسونيري بنهاية الموسم الماضي، بعد أن انتهى عقده ورفض التجديد، ليتعاقد النادي الإيطالي مع الحارس ماينان.

طالع أيضًا.. اتحاد الكرة لـ"بطولات": إيطاليا وافقت على خوض مباراة "المئوية" أمام منتخب مصر

جماهير ميلان لم تنس، وانتظرت دوناروما، ورغم أن ذلك كان له تأثير سلبي على منتخب بلادهم، وخسرت إيطاليا لأول مرة تحت قيادة مانشيني، إلا أن الجماهير عقدت العزم منذ البداية على الهجوم على جيجيو الذي وصفوه بالخائن، وعبد المال.

ما حدث من جماهير ميلان لا يختلف كثيرًا عما فعله جمهور النادي الأهلي في 2008 ضد حارس المنتخب المصري آنذاك عصام الحضري، في مباراة الفراعنة أمام الأرجنتين بملعب استاد القاهرة.

في ذلك الوقت كان المنتخب المصري قد فاز ببطولة أمم إفريقيا 2008، وتفاجأ جمهور الأهلي بعد مباراة المصري والتي كان يحرس مرمى العملاق الأحمر فيها عصام الحضري، بعدم تواجد السد العالي وانتشار الأخبار بهروبه من الجزيرة.

اللاعب المصري غادر إلى سويسرا للانضمام إلى فريق سيون، لتنقلب جمهور الأهلي 180 درجة على بطل إفريقيا والحارس العملاق، ويتم اعتباره عدوًا للأهلي، وحتى اعتزاله حاول الحضري كثيرًا العودة لأحمر لكن نادي القرن رفض مرارًا وتكرارًا.

مباراة الأرجنتين

منتخب مصر بطل إفريقيا في ذلك الوقت، واجه الأرجنتين وديًا في مارس بعد شهر من تتويجه باللقب على ملعب استاد القاهرة.

عصام الحضري لم يكن قد ظهر في أي مباراة منذ مواجهة الأهلي والمصري يوم 20 فبراير 2008، وحتى مواجهة الأرجنتين 26 مارس، وخلال هذا الشهر، كانت أخبار عصام الحضري في كل برنامج تلفزيوني وجميع وسائل الإعلام، مابين مؤيد ومعارض.

وقبل مواجهة الأرجنتين بـ أيام قليلة، كان موقف الحضري غامضًا، هل سيشارك ويتحمل ضغوطات جماهير الأهلي؟، أم سيجلس بديلًا لعدم مواجهة الجمهور الغاضب بشدة؟.

في النهاية حسن شحاته المدير الفني لـ منتخب مصر في ذلك الوقت،  قرر الدفع بـ عصام الحضري أساسيًا أمام الأرجنتين، وانتفضت جماهير الأهلي في مدرجات استاد القاهرة الدولي، منذ الدقيقة الأولى بالهجوم والهتافات المعادية لحارس المنتخب المصري.

الحضري تلقى الهدف الأول من سيرجيو أجويرو بعد انفراد تام بالمرمى من خطأ هاني سعيد، لتطلق جماهير الأهلي صافرات الاستهجان تجاه الحضري، مع هتافات ضد الحارس الذي كان يتدرب في أيامه الأخيرة بالأحمر مع فريق الشباب بأمر من مانويل جوزيه.

قبل 10 دقائق، تلقى الحضري هدفًا ثانيًا من نيكولاس بورديسو بالرأس، لم يتمكن الحارس المصري من التعامل معها ومرت فوق رأسه دون أي رد فعل، مما جعل عدد كبير من المحللين والنٌقاد الرياضيين يرى بأن تأثير الجمهور ظهر على الحضري ولم يتمكن من التعامل معه.

دوناروما موقفه يشبه الحضري كثيرًا، الحارس الإيطالي رغم فوزه ببطولة يورو 2020، منذ أشهر قليلة، وحديثه دائمًا بأنه يحب ميلان، إلا أن جمهور روسونيري يرون أن الطريقة التي رحل بها جيجيو لم تكن مناسبة خاصة عندما كان يماطل في تجديده مع النادي اللومباردي والرحيل من الباب الصغير.

جماهير ميلان عبر تويتر كانت تهاجم دوناروما خلال الأيام التي جلس فيها بديلًا لـ كيلور نافاس بعد انضمامه إلى باريس سان جيرمان، ولم تنسيها بطولة يورو 2020 ما حدث منه قبل ذلك، وأطلقت عليه لقب "دولار-روما".

عصام الحضري حتى كأس العالم للقارات 2009، كان يتلقى صافرات استهجان جماهير الأهلي وهجومهم خلال المباريات الودية للمنتخب المصري وكذلك تصفيات كأس العالم، وكانت هُناك حملة ساخرة من السد العالي بعد الهزيمة 4/0 ضد السودان رغم أنه تلقى هدفًا واحدًا فقط قبل خروجه ودخول عبد المنصف.

في 2009 عصام الحضري تألق في بطولة كأس العالم للقارات، ليتسبب في فرحة كبيرة لجماهير الكرة المصرية بما في ذلك جمهور النادي الأهلي، بعدما فاز الفراعنة على أبطال العالم منتخب إيطاليا، وتصديات حارس سيون في ذلك الوقت لصاروخيات بيرلو وتوني وياكونتا.

بعد العودة إلى مصر، بدأ المنتخب رحلة استعادة التوازن لمواصلة المنافسة على التأهل إلى كأس العالم، بعد التعادل مع زامبيا والخسارة ضد الجزائر، ليتناسى جمهور النادي الأهلي الهجوم على الحضري، والجميع يجتمع على دعم المنتخب المصري، نظرًا للظروف الصعبة في ذلك الوقت، والتكاتف بين جميع المشجعين من أجل رفع راية أبطال إفريقيا.

يتضح من ذلك أن مباراة إيطاليا أنقذت عصام الحضري، حتى ولو مؤقتًا لكنها بالتأكيد أخمدت نيران جماهير الأهلي التي كانت تتوعد حارس سيون في جميع مباريات المنتخب المصري.

شخصية الحضري القوية كانت سببًا في صموده ومواجهة الغضب الجماهيري العارم من مشجعي نادي القرن، والخبرات التي كان يمتلكها الحارس المصري، بالإضافة لإمكانياته المميزة والتي جعلته واحدًا من أهم عناصر الجيل الذهبي، وحتى في حالة غضب جماهير الأهلي المستمرة حتى الآن، إلا أنه لا يوجد شخص يختلف على إمكانيات عصام الحضري وقيمته ومساهماته في صنع تاريخ بأحرف من ذهب لكرة القدم المصرية.

دوناروما يجب أن يحذو حذو الحضري، ويسير على نهج أحد أساطير حراسة المرمى العالمية، ويعرف كيف تعامل الحارس المصري لمواجهة غضب الجماهير، وتمكن من مواصلة عمله وتحمل العديد والعديد من الصعوبات، ومثلما كان منتخب إيطاليا السبب في انقاذ الحضري، ربما تكن إيطاليا منقذه جديدة لـ دوناروما أحد أبنائها، وحارس عرينها، خاصة وان امكانيات الحارس الإيطالي مميزة وتمكن من إثبات نفسه، ومازال العمر أمامه.

ولكن الأمر يعتمد على روبرتو مانشيني والجهاز الفني للمنتخب الإيطالي، في تعزيز ثقة دوناروما في نفسه، واستمراره بالمشاركة أساسيًا مثلما كان يحدث مع عصام الحضري في المنتخب المصري تحت قيادة حسن شحاتة.