لا تعرف مركزه ورونالدو خلفه.. مقال إنجليزي يوضح كيف غيّر محمد صلاح مفاهيم كرة القدم
تألق محمد صلاح مع ليفربول في الدوري الإنجليزي لم يتوقف فقط عند كسر الأرقام القياسية وتحقيق الألقاب الفردية والجماعية، وأنما يغير مفاهيم كرة القدم.
الجناح المصري هذا الموسم يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي، وهو الأفضل في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، برصيد 16 هدفًا و9 تمريرات حاسمة.
طالع أيضًا.. صور | حذاء خاص لـ محمد صلاح قبل كأس أمم إفريقيا
سام والاس، الكاتب الإنجليزي، نشر مقالًا تحليلًا يوضح من خلاله تألق محمد صلاح هذا الموسم ووصفه بأنه أنهى مفهوم المهاجم التقليدي.
مقال سام والاس بصحيفة "تيليجراف" البريطانية بشأن محمد صلاح
محمد صلاح يتفوق على الجميع، روبرت ليفاندوفسكي ربما أكثر منه في تسجيل الأهداف، لكنه أقل بكثير من ناحية الصناعة، كذلك كيليان مبابي، بينما كريم بنزيما يقترب منه من ناحية صناعة الفارق بـ37 فرصة، بينما صلاح 41 حتى الآن.
كيف تصف صلاح؟ ليس مهاجمًا تمامًا وبالتأكيد ليس مهاجمًا، ليس جناحًا، ولا رقم 10، إنه النموذج الحديث..
قادر على التكيف عبر الثلاثي الأمامي في طريقة 4-3-3 ويمكنه اللعب بالقدمين اليسرى واليمنى، لا تعرف مركزه الأساسي، سواء جناح أو رقم 10 أو مهاجم وهمي..
كرة القدم مهيأة الآن لعصر الهداف الذي يخرج من المساحات الواسعة لاكتساب المساحة والاستحواذ، وهو ما لم يفعله قبل صلاح، سوى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو فقط..
ديوجو جوتا وجيمي فاردي وأنطونيو، وإيمانويل دينيس وكريستيانو رونالدو، بالإضافة لـ سون وسميث روي وساديو ماني ورافينها، جميعهم ضمن الهدافين الأبرز حتى الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنهم خلف صلاح..
والسؤال هو.. كم منهم يتناسب مع قالب المهاجم بالمعنى التقليدي؟ ربما يكون أنطونيو أو فاردي، وكلاهما يلعبان خارج منطقة الجزاء بشكل أكبر أيضًا، كذلك أنظر إلى مانشستر سيتي، متصدر ومهيمن على الدوري الإنجليزي والأكثر تسجيلًا للأهداف، لا يمتلك مهاجمًا، 16 هدفًا مختلفًا من بين 53 لاعبًا، وهو نفس الشيء في تشيلسي الذي يتصدر ترتيب هدافيه ماسون ماونت.
وبهذا المعنى، يبرز محمد صلاح، أصبح يخترع أسلوبًا للهجوم، قابل للتكيّف مع أكثر من خطة لعب، يترك الأماكن فارغة لجذب المدافعين، ثم ينطلق دون أن يشعر به أحد.
عد 10 سنوات للخف، سترى بأن أفضل الهدافين مجموعة تقليدية من المهاجمين، مثل فان بيرسي وأجويرو وروني وأديبايور، وياكوبو وديمبسي وديمبا با، وجرات هولت، وإدين دجيكو وبالوتيلي، وأخيرًا بابيس سيسيه.
مجموعة من المهاجمين الكلاسيكيين، والذين قاموا بالأشياء التي كان يفعلها المهاجمون قبلهم، لكن الآن مع لاعبين مثل محمد صلاح أصبح الأمر مختلفًا.
التصور هو أن الهداف التقليدي يقضي وقتًا أطول في منطقة الجزاء، بينما محمد صلاح يحوم كثيرًا في الخارج، ويُربك المدافعين وبعدد لمسات أقل يمكن أن يصل لمرمى الخصوم.
محمد صلاح يلمس الكرة كثيرًا بمعايير اللاعبين المهاجمين، ويبلع متوط عدد لمساته في المباراة 52 مرة هذا الموسم.
أمثال محمد صلاح وماني وجوتا، بالإضافة لـ ستيرلينج وسيلفا ومحرز، قد لا يشعرون بأنهم هدافون تقليديون، وقد يُطلب منهم القيام بالمزيد من الأشياء التي لم تكن من اختصاص المهاجم.
ومع ذلك، فإن الفرق التي يلعبون فيها تجعلهم في مراكز ليسجلوا أهدافًا بنفس معدل أهداف أسلافهم الذين كانت وظيفتهم مجرد تسجيل الأهداف.