عبد الله السعيد يروي كواليس التوقيع لـ الزمالك ورد فعل الأهلي ويؤكد: يفعلون كل شيء لتدمير مستقبلي
أتهم صانع ألعاب الفريق الأول لكرة القدم بنادي بيراميدز، عبد الله السعيد، ناديه السابق الأهلي بمحاولة تدمير مستقبله بعد نزاع طويل وصل إلى 4 سنوات في الوقت الحالي بين الطرفين.
أدى النزاع مع النادي الأهلي إلى تجميد حسابات، عبد الله السعيد البنكية، وأصوله بسبب بند في عقده مع نادي أهلي جدة عندما انتقل إليه في نهاية 2018، وفقًا للنادي الأهلي، يعني أن اللاعب مدين لهم بمبلغ قدره مليوني دولار.
اقرأ أيضًا | مروان داوود: ثنائي الأهلي والزمالك تواصلا معي بعد إصابتي.. وسأعود عقب انتهاء كأس العالم
قال عبد الله السعيد في حوار مع صحيفة "ذا أثلتيك" الأمريكية من منزله في القاهرة: "إنهم يفعلون كل شيء لتدمير مستقبلي، هكذا أراها، بالطبع يؤثر الوضع علي، لكني بحاجة إلى التركيز على مشواري مع بيراميدز، لأنني لا أريد أن ينخفض مستواي الفني وهو ما سيؤثر على مستقبلي، لا أعتقد أنني ارتكبت أي خطأ".
بحلول عام 2018، الأهلي لم يستطع تلبية طلبات عبد الله السعيد المادية لتجديد العقد، لذلك فكر اللاعب في الرحيل وجاء عرضًا من إدارة الزمالك برئاسة، مرتضى منصور.
وكان عبد الله السعيد قد جدد عقده مع الأهلي أثناء فترة تواجد رئيس النادي الشرفي السابق، تركي آل الشيخ، بعد علم الإدارة بتوقيعه مع الزمالك مع اقتراب عقده على الانتهاء بالمجان.
بعد توقيع السعيد على العقد، رفض الأهلي بقاءه مع الفريق، وقام بإعارته إلى فريق كووبيون بالوسيورا في الدوري الفنلندي ثم انتقل إلى أهلي جدة قبل الانتقال إلى بيراميدز الذي كان يملكه في بداية 2019، تركي آل الشيخ، بعد خلاف مع إدارة الأهلي ولكن كان هناك بند في عقد اللاعب مع الفريق السعودي بقيمة 2 مليون دولار يدفعها اللاعب إذا انتقل إلى فريق آخر في مصر بخلاف القلعة الحمراء.
هذا ما حدث عندما انتقل إلى بيراميدز ودخل الأهلي مع عبد الله السعيد في نزاع قضائي انتهى بتجميد جميع حساباته الرسمية في البنوك.
وعلق السعيد على تلك الفترة: "لم نتوصل لاتفاق مع الأهلي، لذا تحدث الزمالك معي وكان هناك اتفاق، ووقعت عقدًا مسبقًا معهم، لكن لم نعلن، لأنه إذا حدث ذلك، لكان الأهلي سيجمدني، وسيؤثر على فرصي في كأس العالم 2018، أردت اللعب في مونديال روسيا".
ولكن بعد فترة وجيزة، ظهر مرتضى منصور في بث مباشر على صفحته على "فيس بوك" وألمح إلى صفقة القرن، بل وكشف عن صورة جمعت السعيد بمسئولي الزمالك وعلى رأسهم، أمير مرتضى منصور، بعد توقيعه للعقد.
وهنا اندلعت الحرب، لأن الأهلي رفض قبول رحيل أحد نجومه في الانتقال إلى غريمه التقليدي وأقنع السعيد بالتخلي عن عقده مع الزمالك وجدد، وقال: "أدرك المسئولون في الأهلي أنهم في ورطة، لذلك ضغطوا علي للاستمرار معهم، وقالوا إنني إذا وقعت معهم، فسيفعلون ما أريد"، وهو ما حدث بفضل آل الشيخ.
وتحدث السعيد عن قرار الأهلي المفاجئ برحيله عن الفريق بعد التوقيع على العقد الجديد: "لقد فوجئت، لماذا لا يسمحون لي بالانتقال رغم توقيعي عقد مبدئي مع الزمالك؟ لماذا فعلوا ذلك؟، هل يريدون توقيعي في ورطة؟".
رحل السعيد إلى فنلندا على سبيل الإعارة لبضعة أشهر ولكن بعد نهاية مونديال روسيا وخروج منتخب مصر من دور المجموعات بأداء مخيب للآمال، كانت هناك مشكلة تواجه اللاعب وهي أن الأهلي أكد أنه لن يلعب له مرة أخرى، وبدأ البحث عن نادٍ جديد له للانتقال إليه حتى انتقل إلى أهلي جدة السعودي، ويقول لاعب بيراميدز الحالي: "لم يكن لدي خيار، لم أعد أختار أي شيء، توجب علي فعل هذا".
ولكن العقد كان به شرط جزائي بقيمة 2 مليون دولار إذا انتقل خلال فترة العقد إلى نادٍ في مصر، وقال السعيد: "في تلك اللحظة، لم أرغب في التوقيع، ربما أنتقل إلى السعودية ولا أشعر بالراحة، ووقتها سأريد العودة إلى مصر، ماذا علي أن أفعل بعد ذلك؟ تواصلت بمسئولي أهلي جدة وقالوا لي إنهم يريدونني لمدة عامين وبعد ذلك إذا لم نجدد العقد سيفسخ ويمكنك العودة إلى مصر".
وتابع: "لم يكن الأمر مريحًا، لم يكن هذا أفضل شيء بالنسبة لي ولعائلتي، الأهلي تحدث معي وأخبرني أنهم يريدون ضم لاعبين جدد من الخارج، لذلك توصلنا إلى اتفاق وإنهاء العقد".
حتى اشترى تركي آل الشيخ نادي الأسيوطي وحوله إلى بيراميدز وأنفق الكثير من الأموال حتى أصبح فريقًا منافسًا على بطولة الدوري المصري مع الأهلي والزمالك بالعديد من اللاعبين المميزين من بينهم البرازيلي، كينو، حتى جاء شهر يناير 2019.
أصبح السعيد متاحًا بعد فترته في أهلي جدة، وقام بيراميدز بضمه في يناير ولعب أول مباراة أمام الأهلي في الدوري المصري وفاز بل وسجل هدفًا في شباك الفريق.
ويعلق اللاعب على توقيعه إلى بيراميدز: "لا أحد تحدثت معه قبل توقيع العقد، سواء في الأهلي أو المحامين، إلا وأخبرني أنه لا يوجد ناد يمكنه إجبار لاعب على اللعب لنادٍ ما دون الآخر، طالما أصبحت بدون عقد، وشرح لي الجميع الموقف".
وتحدث السعيد عن تلك المباراة في يناير 2019: "كان الأمر غريبًا بالنسبة لي، لكنني تصرفت بشكل احترافي، الحمد لله صنعت هدفًا وسجلت آخر، كان الفوز بالمباراة لصالح بيراميدز".
ولكن السعادة لن تدوم كثيرًا، لأن الأهلي رفع قضيته ضد عبد الله السعيد وأهلي جدة في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لكن قضي بأنه ليس لهما سوى الاختصاص في أي نزاع بين نادٍ إلى نادٍ، أعاد الأهلي الشكوى ليرفعها ضد أهلي جدة، لكن فيفا حكم أن الأهلي ليس مسؤولا عن أي شيء.
ثم أصبحت القضية من الأهلي ضد عبد الله السعيد، ورفع الأحمر القضية إلى المركز المصري للتسوية والتحكيم الرياضي، وهي هيئة مصممة لحل نزاعات مثل هذه، وحكموا لصالح الأهلي، وأصبح اللاعب مدين للقلعة الحمراء بمبلغ مليوني دولار.
كانت الخطوة التالية هي المحكمة الرياضية، حيث يتم حل معظم النزاعات من هذا القبيل، لقد حكموا لصالح السعيد في مايو 2022، قائلين فعليًا إن البند المعني يرقي إلى مستوى تقييد الانتقالات وغير قابل للتنفيذ، وهو ما يتفق "فيفبرو" (الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين) به، لأنهم يرون أن هذا البند غير قانوني وينتهك المادة 18 مكررًا من لوائح انتقالات "فيفا".
هذه ليست النهاية، في يونيو الماضي، رفع الأهلي قضية إلى محكمة مدنية محلية، عرض القضية مثل أي نزاع تعاقدي، دون الرجوع إلى المحكمة الرياضية، وكان الحكم في صالح النادي، وحكمت بأن السعيد مدين لهم بمبلغ مليوني دولار، جمدت أرصدته البنكية وأصول أخرى حتى يدفع، وزعم الفريق القانوني للاعب بأنهم لم يكونوا على علم بهذا الإجراء، لم يتمكنوا من عرض ما لديهم من أوراق على المحكمة.
اقرأ أيضًا.. المجلس الأعلى للإعلام يعلن فتح تحقيق عاجل بسبب تجاوزات قناة الزمالك
وأصدر "فيفبرو" بيانًا رسميًا في سبتمبر الماضي ووصف ما يفعله الأهلي ضد عبد الله السعيد بأنه مثل "الكابوس"، دعاهم إلى التوقف عن ملاحقته قضائيًا بصورة غير عادلة ومروعة.
قدم السعيد العديد من الاستئنافات ضد هذا الحكم لصالح الأهلي، مع تحديد موعد جلسة في نوفمبر الحالي، لكنه من الصعب عليه التخطيط لمستقبله، لا يستطيع كسب الأموال، وبحسب الصحيفة، هناك تعاطف عام مع اللاعب، وعلق الأخير: "لا أعلم سبب ملاحقتهم لي، لقد لعبت في هذا النادي لمدة 6 سنوات، كنت محترفًا للغاية ولم أواجه أي مشكلة معهم، لكن لديهم فكرة أن اللاعب يفعل كل ما يرغبون به فقط، عندما اتخذت قرار الذهاب إلى المنافس، كان قرارًا قاتلًا بالنسبة لهم".
وأضاف: "ربما هو شيء شخصي، لا أعلم، أفكر في الكثير من الأشياء، لكن لا أعرف السبب الحقيقي، لم أكن أعرف أي شيء لأجعلهم يتصرفون على هذا النحو، لا أستطيع أن أصدق ذلك".
وأتم حواره مع الصحيفة: "ليس لدي ما أقوله سوى أنني مندهش من الطريقة التي يتعامل بها نادٍ كبير في أفريقيا مثل الأهلي مع لاعب بهذه الطريقة، لاعب لم يفعل أي شيء سوى اللعب باحترافية، مندهش وحزين، هذا ما في الأمر".