ما بين الثأر ونشوة البطولات.. ميسي يقود الأرجنتين لرحلة الدفاع عن لقب كوبا أمريكا
"ميسي بكى ليلة خسارة كوبا أمريكا 2016 كطفل فقد والدته".. هكذا صرّح إيلفيو باولوروسو مدرب اللياقة البدنية في الجهاز الفني الأسبق للمنتخب الأرجنتيني، عن ليلة خسارة التانجو نهائي كوبا أمريكا أمام تشيلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
تلك الليلة التي خسر فيها ليونيل ميسي ثالث لقب مع منتخب الأرجنتين للعام الثالث على التوالي، وتوالت الخيبات مع التشكيك في قتاله للمنتخب الأرجنتيني من شعبه.
اتحاد الكومينبول، قرر إقامة بطولة كوبا أمريكا في 2016، بمناسبة مرور 100 عام على أول نسخة، ليتجدد أمل ليونيل ميسي في التتويج ببطولة قارية مع منتخب الأرجنتين بعد الخيبات المتتالية.
خسارة لقب 2011، ثم في 2015 رغم تسجيله ركلة الترجيح الخاصة به، لكن في النهاية سقط منتخب الأرجنتين أمام أصحاب الأرض، ولم يسجل سوى ليو.
طالع أيضًا | الأخيرة لـ ليو؟.. ليساندرو مارتينيز يرد على أنباء اعتزال ميسي دوليًا بعد كوبا أمريكا
تكرر الأمر مع إقامة البطولة في الولايات المتحدة الأمريكية 2016، ووصلت الأرجنتين للنهائي لمواجهة تشيلي أيضًا، رغم الفوز في دور المجموعات الذي كان من نصيب التانجو 1-2، كان النهائي متكرر لما حدث منذ عام.
انتهت المباراة بالتعادل السلبي على ملعب ميلتلايف، وعندما ذهبت لركلات الترجيح، وأمام 83 ألف متفرج، سقطت دموع ليونيل ميسي.
أهدر أرثورو فيدال أول ركلة ترجيح، وكان الدور على ليونيل ميسي، لكن الأرجنتيني سدد واحدة من أسوأ الركلات التي سددها في مسيرته، وأطاح بالكرة في مدرجات ملعب ميلتلايف.
بعد ذلك أهدر بيليا، ليسجل منتخب تشيلي جميع ركلاته، وتبدأ دموع ليونيل في التساقط أمام الجماهير، ولم يتمالك نفسه، وكان يبكي مثل الأطفال كما وصفه إيلفيو.
ترك ميسي الملعب وذهب إلى مقاعد البدلاء يبكي، وأثناء مراسم التتويج تبادل مع أجويرو الدموع، بخسارة اللقب مرتين على التوالي وبنفس الطريقة.
الآن الوضع يختلف تمامًا، وبعد 8 سنوات تعود بطولة كوبا أمريكا على ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ليو بطلًا مرصعًا بالذهب، بعدما توّج بكوبا أمريكا في نسختها الماضية، وفي العام التالي كان بطلًا للعالم.
بطل كوبا أمريكا في البرازيل والمونديال في قطر، حصل على الكرة الذهبية آخر عامين، سيطر على الأخضر واليابس جماعيًا وفرديًا، والآن لن يكون ضيفًا على الملاعب الأمريكية.
ذلك الملعب الذي شهد دموع ليونيل ميسي، سيدخله الأرجنتيني والابتسامه على وجهه من أجل رحلة الدفاع عن اللقب، خاصة أنه يعرف كل جنبات الملعب وجميع الملاعب التي ستقام عليها كوبا أمريكا.
لاعب إنتر ميامي الأمريكي أصبح يجلب العديد من المشجعين لملاعب كرة القدم، بعدما أصحبت تلك اللعبة لا تقل أهمية هناك عن كرة السلة التي تعتبر رقم 1 في الولايات المتحدة.
وبطبيعة الحال، سيدخل كوبا أمريكا ويجلب المشجعين إلى الملعب لرؤيته وهو ينثر سحره وينسج خيوط مهاراته بحالة بدنية تبدو أفضل مما سبق، مع تخفيف ضغط المباريات الذي كان يعاني منه في أوروبا عندما كان لاعبًا لـ باريس سان جيرمان وقبل ذلك برشلونة.
تلك الدموع قد تتحول لأفراح في الولايات المتحدة، مع دخول الأرجنتين كمرشح قوي لتحقيق اللقب، باعتبارهم أبطال العالم، وبطل النسخة الأخيرة من الكوبا.
هذه المرة يمكن لـ ليو أن يثأر أيضًا من تشيلي، حيث يتواجد اللاروخا مع الأرجنتين في نفس المجموعة بجانب كندا وبيرو، وستجمع بينهما المباراة على نفس الملعب الذي خسر فيه ليو لقب 2016، ميلتلايف.
تأثير ليونيل ميسي كلاعب لـ إنتر ميامي سيكون على الجانب التسويقي أيضًا ممتاز بالنسبة للولايات المتحدة، الذين يريدون اعادة احياء قيمة بطولة كوبا أمريكا التي تراجعت أسهمها خلال السنوات الماضية، وربما منذ النسخة التي أقيمت في نفس المكان منذ 8 سنوات.