في البداية من الصعب إنكار ما قام به المدرب الإيطالي، أنتونيو كونتي، خلال الإستعداد لبطولة كأس الأمم الأوروبية بمجموعة من اللاعبين قد يكونوا الأقل قيمة في تاريخ إيطاليا لكنه أثبت بهم أن كرة القدم تعترف بالمجهود والعمل الجاد فقط.

لكن هناك مشكلة يقع بها المدير الفني الإيطالي، كونتي، وأعتقد أن متابعي الكرة الإيطالية بشكل مستمر يعرفونها منذ وأن كان مدربا ليوفنتوس، وهي الحذر المبالغ به.

خلال لقاء اليوم، تأهلت ألمانيا إلى الدور نصف نهائي من البطولة على حساب عقدتهم إيطاليا بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقت الأصلي والأشواط الإضافية بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، كان بإمكان إيطاليا حسم المباراة لصالحها.

في هذا التقرير عبر موقعكم " بطولات " سأعرض لكم أبرز النقاط التي أدت إلى وداع إيطاليا لكأس الأمم الأوروبية:

-حذر كونتي المبالغ به

دائما يشتهر المدير الفني الإيطالي، كونتي، بالحذر المبالغ به منذ أن كان مدربا ليوفنتوس، وأيضًا منذ بداية البطولة خاصةً في لقاء السويد، حيث لم يستغل ضعف مستواهم طوال المباراة واستمر على نفس أسلوب اللعب دون إقحام تغيرات هجومية مثل إنسيني.

في مباراة ألمانيا، ظهر الإرهاق البدني على " جاكريني، بيليه، وإيدير " خاصةً في منتصف الشوط الثاني وحتى نهاية الأشواط الإضافية، بالإضافة إلى تأخر إيطاليا بهدف، فكان من الطبيعي إقحام إنسيني بدلا من جاكريني أو إيدير، وإقحام زازا بدلا من بيليه، لكنه صمم على إكمال الشوط الثاني بهذا الشكل، ولولا سذاجة مدافع ألمانيا، بواتينج، الذي تسبب في ركلة جزاء لصالح الأتزوري.

دليل آخر على حذر كونتي المبالغ به، هو تغيره لـ فلورينزي، عندما شعر بإرهاق وأصبح عبء على الفريق واعتمد المنتخب الألماني على الجبهة اليمنى لإيطاليا، فقام مسرعا بإخراجه وإقحام دارميان بدلا منه، لم يجازف هجوميًا أبدًا.

علينا أن نضع أنفسنا بدلا من المدرب، كونتي، خاصةً في الأشواط الإضافية، للوصول إلى فكرة، عندما أقحم إنسيني كان مضطرًا بسبب الآلم العضلة الضامة لإيدير، لكن أصر على إقحام زازا لركلات الترجيح فقط، كونتي فكر إذا جازف هجوميا وخسر في الأشواط الإضافية، ستبدأ الإنتقادات عليه وإختلاق الأخطاء، لكن في حال خسر بسبب ركلات الترجيح سيقولون " ركلات الحظ ".

-إيطاليا لم تكن مستعدة لركلات الترجيح

ذهنيا، ظهر أغلب لاعبي المنتخب الإيطالي غير مستعدين لركلات الترجيح، مثلما شاهدنا زازا الذي شارك من أجل التسجيل لكن لا نعرف على أي أساس زازا يسدد ركلات ترجيح، إذا بقى كيليني وسدد بدلا منه وهو مُرهق سيسجل، بيليه خرج عن تركيزه منذ الشوط الإضافي الأول بسبب المجهود البدني وظهر ذلك في ركلة الترجيح الذي سددها بعيدا عن المرمى، بونوتشي؟ من الصعب تسديد ركلتي ترجيح في مباراة واحدة أمام نفس الحارس.

في النهاية، مثلما قال المدافع بارزالي عقب انتهاء المباراة باكيا " وداع إيطاليا للبطولة، سيجعل الجميع يتنسى إنجازنا منذ البداية وخوضنا تحد ضد الإنتقادات، وسيتذكروا دائما الخروج في ربع النهائي "، لكن كونتي يتحمل جزءا كبيرا بسبب الحذر المبالغ به.