ديربي داني ألفيش| ثأر برلين يحلق على سماء الكامب نو.. تمناها ديبالا وبونوتشي.. بوفون ينتظر وإنريكي للقب الأخير قبل الرحيل
لايزال القائد المخضرم يتطلع إلى كأس دوري الأبطال الأوروبي، رغم إقترابه منها مرات عديدة إلا أن قفازه لم يلمسها بعد ولم يتمكن من حملها وضمها إلى رصيد بطولاته، والوافد الجديد يرغب في الثأر لأصدقائه، ومن شارك في معركة برلين السابقة يرى ذلك حافز قوياً للتحليق إلى بوابة كارديف، كما تمناها الجوهرة الأرجنتيني باولو ديبالا وصديقه ليوناردو بونوتشي، سيواجه برشلونة الإسباني نظيره يوفنتوس الإيطالي في منافسات دور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، فبعدما عبر البيانكونيري بورتو البرتغالي، فضل ديبالا مواجهة أبناء كتالونيا قائلاً:" بالنظر إلى ما حدث منذ عامين، حتى لو لم أكن في صفوف يوفنتوس حينها، أتمنى ملاقاة برشلونة في نهائي دوري الأبطال " ، ورد بونوتشي:" ما يثيرني أكثر هو فريق برشلونة، حققوا عودة تاريخية أمام باريس سان جيرمان، ومواجهتهم ستكون حافزاً كبيراً لنا، خاصةً وهم من أقصانا في النهائي منذ عامين، بعد مباراة باريس سان جيرمان ، برشلونة يبدو الفريق الأفضل ".
البلوجرانا قد حققوا عودة تاريخية أذهلت الجميع فبعد هزيمة قاسية مذلة على ملعب حديقة الأمراء برباعية نظيفة، عاد برشلونة ورد الصفعى على أرض الكامب نو وأقصى باريس سان جيرمان الفرنسي خارج المنافسة بريمونتادا وفوز بنتيجة 6-1.
فيما يبقى البرازيلي داني ألفيش حائراً بين رفاق الأمس وأصدقاء اليوم، ظهير برشلونة السابق تمنى تجنب المواجهة ورغب في ملاقاة فريقه السابق بالمباراة النهائية إلا أن الحظ لم يبتسم له، حيث سبق وعلّق ألفيش:" لا أتمنى أن تضعنا القرعة أمام برشلونة،في ربع النهائي، سيكون أمراً غريباً لي، إذا كان علينا ملاقتهم بالفعل فأتمنى أن يكون ذلك في المباراة النهائية ".
تاريخ المواجهات :
ينتظر إبريل القادم صدام بين أقوى دفاع في دوري الأبطال أمام الهجوم الأقوى، اليوفي وبرشلونة تواجها في أربع مرات بالادوار الاقصائية قبل النهائي، يوفنتوس أقصى برشلونه مرتين(1971 و 2003) وكذلك فعل برشلونة المثل(1986، 1991).
يوفنتوس – برشلونة 2-4
1952 ، كأس لاتينا، نصف النهائي
كانت كأس لاتينا موعداً سنوياً يضمّ أربعة فِرقٍ تنتمي لدوريات فرنسا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا. وكانت باريس قد استضافت النسخة الرابعة من هذه المسابقة. وتوجهت فرقة السيدة العجوز إلى العاصمة الفرنسية بعد أربعة أيامٍ من تتويجها بلقب الدوري الإيطالي في فينيتو بفارق سبع نقاط عن أقرب الملاحقين. وبالمقابل، قصد برشلونة مدينة الأنوار بعد أن خاضت مباراةً وحيدةً في غضون عشرة أسابيع، كانت أمام فالنسيا ضمن نهائي كأس الملك. حيث كان على ممثل كاتالونيا في تلك الموقعة تدارك تأخّرٍ بهدفين وتحقيق الفوز على ممثل مدينة الفنون والعلوم .
وفي مباراة نصف النهائي ضمن كأس لاتينا كانت كتيبة البلاوجرانا مُتقدمةً بثلاثة أهداف من توقيع لاديسلاو كوبالا والثنائي قصير القامة إدوارد مانتشون وإستانيسلاو باسورا. وبعدها قلّص جيامبيرو بونيبيرتي الفارق قُبيل انتهاء الشوط الأول؛ غير أن كوبالا وباسورا عادا ليحسما المباراة بعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني قبل أن يُضيف بونيبيرتي هدفاً ثانياً للإيطاليين. وبعد تلك المباراة قال مدرب اليوفي جيورجي ساروسي في حق كوبالا الذي رأى بدوره النور ببودابيست وقاد برشلونة للتفوّق على نيس الفرنسي خلال النهائي "لقد هَزَمَنا أفضل لاعبٍ في العالم ."
برشلونة – يوفنتوس 2-4 (إجمالي المباراتين )
1971/1970 – كأس المعارض الأوروبية، دور الـ16
لم يستطع أحد إلى حدود الآن أن يُفسّر لماذا انتهت المباراتان بين هذين الفريقين بستة أهداف فقط؛ وخلال مباراة الذهاب، كان هيلموت هالر وروبيرتو بيتيجا قد منحا التقدم لليوفي بهدفين بملعب كامب نو؛ كما أن تألق الحارس روبيرتو تانكريدي ساعد زملاءه على الاستمرار في التقدم حتى الدقيقة 74 عندما سجّل مارسيال هدفاً لبرشلونة ليُحيي بذلك الآمال .
وفي مباراة العودة سيطرت السيدة العجوز على المواجهة بملعب ستاديو كومينالي،وقد تمكّن بيتيجا من الارتقاء عالياً متفوقاً على مراقبه ليُسجّل رأسية منحت الامتياز للبيانكونيري قبل أن يرفع فابيو كابيلو كرة جميلة فوق الحارس بعد أربع وعشرين دقيقة ويسجّل الهدف الثاني لتُصبح النتيجة الإجمالية 4-2 .
وخلال تلك المباراة قدّم كابيلو وأدريانو نوفيليني وجيانبييترو مارتشيتي وبيتيجا أداءاً رائعاً؛ غير أن حارس عرين برشلونة وقف سداً منيعاً أمام محاولاتهم، وهو الذي عوّض زميله الأساسي ميجيل رينا - والد بيبي حامي شباك نابولي- الغائب بسبب الإصابة. ورغم أن يوفنتوس حققت انتصاراً مُريحاً، إلا أن برشلونة حافظت على ماء الوجه بكرة رائعة من قدم لويس بويول جعلت حارس مرمى الفريق الإيطالي تانكريدي يُصفّق لروعتها .
برشلونة – يوفنتوس 2-1 (إجمالي المباراتين )
1986/1985 ، دوري أبطال أوروبا، ربع النهائي
كان العملاق الإيطالي مُرشحاً للتأهل للدور التالي، إلا أنه غادر كاتالونيا مُنهزماً بهدف واحد من توقيع خوليو ألبيرتو الذي سدّد كرةً قويةً على بعد ثلاثين ياردة لم تترك أي حظ لحارس المرمى. وفي مباراة الإياب، حاول ماسيمو ماورو ومايكل لاودروب وميشيل بلاتيني تدارك الموقف منذ البداية، غير أنهم تلقوا هجوماً مُعاكساً بعد نصف ساعة من اللعب، وكان يبدو أن ستيف أرتشيبالد لا يملك أي زاوية لتسجيل الهدف عندما تلقى كرة عرضية عالية في منطقة الجزاء، غير أن رأسية هذا النجم الاسكتلندي ارتطمت بذراع ستيفانو تاكوني ودخلت المرمى .
وبدا صاحب القميص رقم 9 في صفوف اليوفي مُندهشاً لرؤية الكرة تستقرّ في الشباك بينما كانت الفرحة بادية على مُحيّى لاعب برشلونة . وبهذا الهدف أصبح لزاماً على أبطال إيطاليا تسجيل ثلاثة أهداف من أجل ضمان التأهل، وقد تمكنوا من توقيع هدف واحد عندما أبدع بلاتيني في تحويل تمريرة إلى هدفٍ لحظات فقط قبل انتهاء الشوط الأول، واتسمت الجولة الثانية بسيطرة مطلقة ليوفنتوس، لكن رغم الكرتين الحرّتين اللتين نفذهما بلاتيني بطريقة فنية بديعة لم يجدا طريقهما إلى مرمى سنيور أوروتي. وواصلت بعد ذلك برشلونة مسيرتها في دوري الأبطال إلى أن بلغت النهائي الذي خسرته أمام ستيوا .
برشلونة – يوفنتوس 3-2 (إجمالي المباراتين )
1991/1990 ، كأس الكؤوس الأوروبية، نصف النهائي
"إنها مباراة كرةُ قدمٍ رائعة"، بهذه العبارات وصف يوهان كرويف الدقائق التسعين التي جمعت بين برشلونة ويوفنتوس بملعب كامب نو. وكان لاودروب الذي لعب ضد ناديه السابق، قد بذل مجهوداً كبيراً بينما كان زميله رونالد كومان قاب قوسين أو أدنى من منح التقدم لممثل الكرة الأسبانية قبل أن يُسجّل الإيطاليون هدف السّبق بعد خطأ دفاعيّ استغلّه بيرلويجي كاسيراجي. وبمجهود كبير استطاع خريستو ستويتشكوف أن يُسجّل رأسية في الدقيقة 55 عادلت الكفّة بين الفريقين .
وعاد اللاعب البلغاري بعد خمس دقائق من ذلك لمنح الفوز لزملائه. وجاء هدف البلاوجرانا الثالث بطريقة بديعة عندما تلقى أندوني جويكوتشيا كرة في وسط الملعب وتقدّم إلى الأمام ثم مرّر لخوليو ساليناس الذي أعادها إليه ليرفعها فوق الحارس تاكوني بتسديدة من على بعد 25 ياردة. وفي مباراة الإياب، منح المتألق روبيرتو باجيو الامتياز لليوفي من ركلة حرّة. غير أن برشلونة صمدت في ما تبقى من أطوار المباراة، خاصة بفضل تدخل كومان الحاسم أمام توماس هاسلر، وهو ما ساعد كتيبته على بلوغ النهائي الذي خسرته أمام مانشستر يونايتد .
يوفنتوس – برشلونة 3-2 (إجمالي المباراتين )
2003/2002 ، دوري أبطال أوروبا، ربع النهائي
سدّد باولو مونتيرو كرة قوية منحت التقدم لأصحاب الأرض بملعب ستاديو ديلي ألبي. وبعدها أنقذ جيانلويجي بوفون مرماه من كرة هوائية نفّذها تشافي، وفعل حارس برشلونة روبيرتو بونانو الشيء نفسه مع كرة مماثلة قبل أن يُغيّر خافيير سافيولا مسار تسديدة منحت التعادل للأسبان. وبهذه النتيجة كانت برشلونة المرشحة للتأهل للدور التالي، إلا أن الفاجعة حلّت بها عندما سجّل بافيل نيدفيد هدف الامتياز للضيوف بعد بداية الشوط الثاني .
وبعدها تدارك الكاتالونيون الموقف حين مرّر لويس إنريكي كرة لتشافي ليُعدّل الكفّة في الدقيقة السادسة والستين. وأصبح الامتياز لبرشلونة بعد طرد إدجار ديفيدز على بعد عشر دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة. وتسيّد الأسبان أطوار الشوطين الإضافيين، غير أن براعة بوفون وقفت سداً منيعاً أمام طموحات برشلونة . وضد مجريات اللعب، استغلّ مارسيلو زالاييتا تمريرة عرضية رائعة من أليساندرو برانديلي ليسجّل الهدف الذي أرسل اليوفي إلى المربع الذهبي في الدقيقة 114، وواصل أبناء مارتشيلو ليبي مسيرتهم إلى النهائي، إلا أنهم استسلموا أمام قوة إي سي ميلان في النهائي .
يوفنتوس- برشلونة 3-1
2015/2016 نهائي دوري أبطال أوروبا
أخر مواجهة جمعت بين الفريقين على الملعب اأولمبي ببرلين، وتعرض البيانكونيري لهزيمة بثلاثية لهدف، فاجاً خلالها إيفان راكيتيتش، المخضرم بوفون بهدف في الدقيقة الرابعة، لكن ألفارو موراتا أعاد الأمل إلى يوفنتوس بهدف التعادل في الدقيقة 55.
لم يمهل لويس سواريز يوفنتوس كثيراً ليضع هدف التقدم للبلوجرانا في الدقيقة 68 ثم يطلق نيمار دا سيلفا رصاصة الرحمة على السيدة العجوز بهدف ثالث في الدقيقة 90.
ردود الأفعال عقب إعلان القرعة :
بافل نيدفيد لاعب يوفنتوس السابق ونائب رئيسه الحالي عقب على القرعة قائلاً:" مواجهة برشلونة ستكون مشوقة، علينا أن نتحلى بالشجاعة ونقدم كل ما لدينا. ونتمنى فوز الأفضل،ولا يوجد مشكلة في لعب العودة في الكامب نو. كلا المباراتين ستكون صعبة وعلينا تقديم أفضل مستوى لدينا".
فيما رد آندريس إنيستا قائد وسط برشلونة:" ستكون مواجهة تشهد تنافسا شديدا ومثيراً على أمل أن نخطو خطوة أخرى،فضلاً عن إمتلاكهم دفاع صلب وقوي،يوفنتوس لديه لاعبين متكاملين قادرون على صنع الفارق، على مستوى عال جداً، نأمل أن ننهي المنافسة لصالحنا، نهائي 2015 يحمل لي ذكريات مميزة مكننا من تحقيق الثلاثية، أما عن ألفيش فسيكون لقاء رائع مع داني، لاعب عشنا معه سنوات طويلة وشاركنا لحظات عظيمة"
جيانلويجي بوفون قائد وحارس مرمى يوفنتوس أكتفى بكلمات مقتضبة بصورة له جوار ليونيل ميسي لاعب الفريق الكتالوني:" لا يهم الخصم، المهم ما يجرى بالميدان".
وجاء تعليق كلاوديو ماركيزيو لاعب وسط يوفنتوس :" مواجهة مختلفة تماماً عن نهائي 2015، في برلين كانت مواجهة واحدة لمدة 90 دقيقة، الأن سنلتقي في مباريتين، ولا ينبغي علينا التفكير في الأمر بأنه مثابة إنتقام على الإطلاق، أنه تحد كبير".
ونشر ديبالا تغريده عبر تويتر:" عندما تثق بزملائك لاتخاف أبداً، هيا يوفنتوس".
وأتبعه سامي خضيره:" برشلونه خصم قوي وصعب..سنقدم كل مانملك لنصل للنصف نهائي".
أما المدرب ماسيمليانو إليجري قائد البيانكونيري:" أفضل الملاعب، موسيقى وسحر الأبطال، 180 دقيقه من حبس الأنفاس، لامجال للخوف".
فيما كان تعليق الحساب الرسمي لدوري الأبطال أن الهجوم الأقوى في المسابقة سيواجه الدفاع الأقوي، حيث سجل برشلونة 26 هدفاً في هذه النسخة، أما يوفنتوس فقد أستقبل هدفين فقط في شباكه.
كما عقب الحساب الرسمي للمسابقة الأوروبية موجهاً رسالة لألفيش بشأن تصريحاته السابقة:"الفريق الوحيد الذي لا يرغب ألفيش في مواجهته، نعتذر داني" ،ليرد ألفيش لكن ضاحكاً:" لم الأسف؟ أحب هذه المواجهة".
فهل يستطيع يوفنتوس قلب الطاولة في هذا الموسم على أبناء كتالونيا ، ويتولى ألفيش قيادة البيانكونيري لقهر أصدقاء الأمس على الكامب نو في رحلة التتويج بلقب دوري الأبطال الثالث وينصر إليجري على لويس إنريكي تلك المرة، أم يعبر برشلونة على قلب السيدة العجوز النابض إلى كارديف متطلعاً للقب السادس تكريماً لإنريكي في أخر مواسمه ببرشلونة بعد قرار الرحيل؟
الأرقام الواردة بالتقرير وفقاً للموقع الرسمي للإتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا)، والإتحاد الأوروبي لكرة القدم ( اليويفا).