أمم إفريقيا في مصر من جديد.. الفراعنة بين الهيمنة ومفاجأة زائير!

فقط ساعات تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، في نسختها الثانية والثلاثين، والتي تستضيفها مصر، بمواجهة أصحاب الأرض أمام زيمبابوي في المباراة الافتتاحية.

وتستضيف مصر البطولة على 6 ملاعب وهي القاهرة، 30 يونيو (الدفاع الجوي)، السلام، الإسكندرية، السويس والإسماعيلية.

البطولة التي ستبدأ اليوم في تمام العاشرة مساءً، وحتى 19 يوليو المقبل، يُشارك بها لأول مرة في تاريخها 24 منتخبًا.

ولا تُعد المرة الأولى التي تستضيف فيها مصر البطولة، حيث سبق لبلاد المنتخب الأكثر تتويجًا باللقب، استضافة الكان الأفريقية من قِبل في خمس مناسبات، وتُعد هذه هي المرة السادسة.

ويلقى "بطولات" في هذا التقرير الضوء على مشوار الفراعنة في البطولة عندما استضافتها أرض الكنانة.

- عام 1959

النسخة الثانية من الأمم الأفريقية، مصر استضافت النسخة تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة عندما اتحدت مصر مع سوريا.

مصر دخلت البطولة حينها وهي حامل اللقب، بعد التتويج بأول لقب في السودان في النسخة الأولى.

البطولة حينها أقيمت بنظام المجموعة الواحدة، وبمشاركة ثلاث منتخبات فقط، مصر، والسودان، وإثيوبيا، ونجح الفراعنة في الحصول على اللقب بعد الفوز على إثيوبيا برباعية نظيفة في المباراة التي أحرز فيها الراحل "محود الجوهري" هاتريك.

- عام 1974

مصر انتهت من حرب 1973 مع الكيان الصهيوني، وبعدها بعدة أشهر استضافت البطولة، خلال شهر مارس، وبمشاركة ثمانية منتخبات تم تقسميهم على مجموعتان.

الفراعنة حينها تواجدوا في المجموعة الأولى مع منتخبات زامبيا وأوغندا بالإضافة إلى ساحل العاج، وتصدر أصحاب الأرض المجموعة الأولى بعد الفوز بهدفين لهدف على أوغندا وبثلاثية لهدف على زامبيا، وبهدفين نظيفين على ساحل العلاج، لينجحوا في حصد العلامة الكاملة والتأهل لنصف النهائي.

ولكن في نصف النهائي اصطدم أصحاب الأرض بمنتخب زائير (الكونغو الديموقراطية) حاليًا، ليخسر الفراعنة بثلاثة أهداف لهدفين، وتنجح زائير في الوصول إلى النهائي وحصد اللقب بالفعل بعد الفوز على زامبيا بعدما تمت إعادة النهائي.

وشاركت مصر في مباراة المركز الثالث والرابع، وحصد مستضيف البطولة حينها المركز الثالث بعد الفوز على جمهورية الكونغو بأربعة أهداف نظيفة.

- عام 1986

مرة أخرى مصر تستضيف الكان الإفريقية، المنتخب الذي توج بالنسخة الأولى ليس في جعبته سوى لقبان فقط، ومرة أخرى يتجدد الحلم بإمكانية الحصول على لقب ثالث بعد الحصول على شرف تنظيم البطولة.

الحلم كاد أنّ يتبخر ويتلاشى تمامًا بعدما بدأت مصر مشوراها في البطولة بالخسارة في ستاد القاهرة بهدف نظيف أمام السنغال.

البطولة التي أقيمت بمشاركة ثمانية منتخبات فقط، في مدينتان بالقاهرة والإسكندرية، كان من الممكن أنّ يخسرها المصريين مجددًا على أرضهم بعد الخسارة في المباراة الافتتاحية.

ولكن فازت مصر عقب ذلك في الجولة الثانية على ساحل العاج بهدفين نظيفين، لتجدد الآمال مرة أخرى، وفي المباراة الأخيرة سجلت مصر هدفان تكفل بهما "طاهر أبوزيد"، ليتأهل أصحاب الأرض لنصف النهائي.

وفي نصف النهائي واجهت مصر منتخب المغرب، وفي مباراة مُعقدة، جاء "أبوزيد" (مارادونا النيل) ليُنقذ منتخب بلاده مرة أخرى، ويُسجّل هدفًا في الوقت القاتل بالدقيقة 80، ليقود مصر للنهائي.

وفي النهائي واجه أصحاب الأرض منتخب الكاميرون، وطوال الـ90 دقيقة لم ينجح أي من المنتخبات في هز الشباك، لتصل المباراة إلى ركلات الجزاء، والتي تفوقت فيها مصر على الأسود غير المروضة بخمس ركلات مقابل أربعة.

- عام 2006

النسخة التي يتذكرها أغلب المصريين، والتي كانت بداية الهيمنة والسيطرة على القارة الإفريقية بالجيل الذهبي تحت قيادة المعلم "حسن شحاتة".

الاتحاد الإفريقي أسند مجددًا لمصر البطولة بعد 20 عامًا، بعدما حصد الملف المصري على 7 أصوات مقابل صوتان لليبيا وصوت للجزائر ومثله لساحل العاج.

حامل اللقب 4 مرات جاء في المجموعة الأولى في مجموعة صعبة للغاية، بتواجد مصر والمغرب وليبيا بالإضافة إلى ساحل العاج؛ في البطولة التي أقيمت بمشاركة 16 منتخب تم تقسميهم على أربع منتخبات، وتواجدوا في أربع مدن مصرية.

في المباراة الافتتاحية، أصحاب الديار وجهوا رسالة قوية لجميع المنتخبات المُشاركة، بالفوز في المباراة الافتتاحية على ليبيا بثلاثية نظيفة.

وفي الجولة الثانية سقط المنتخب المصري في فخ التعادل السلبي أمام أسود الأطلس، وفي مواجهة الجولة الثالثة، تألق الثنائي "عماد متعب"، و"محمد أبو تريكة" ليقودان الفراعنة لدور ربع النهائي بعد الفوز على ساحل العاج بثلاثة أهداف لهدف.

وفي دور الثمانية، واجه أصحاب الأرض منتخب الكونغو الديموقراطية، وتفوز مصر بأربعة أهداف مقابل هدف نظيف؛ أحرزه عبد الظاهر السقا بالخطأ في مرماه.

نصف النهائي أقيم في السابع من فبراير مصر تواجه السنغال التي فازت على غينيا بثلاثة أهداف لهدفين في الوقت القاتل، وفي مواجهة يتذكرها أغلب المصريين؛ تقدم الفراعنة بهدف عبر "أحمد حسن" من ركلة جزاء لينتهي الشوط الأول بتلك النتيجة.

وفي الشوط الثاني يُحرز نيانج هدف التعادل لأسود التيرانجا، وتتعقد المباراة على أصحاب الأرض، ليأتي البديل "عمرو ذكي" في أشهر تبديل في تاريخ مصر، بعد خروج "أحمد حسام ميدو" الذي دخل في مشادة مع "حسن شحاتة"، ويُحرز البلدوزر هدف الفوز لمصر في الدقيقة 81.

وفي المباراة النهائية، واجه المنتخب المصري، ساحل العاج مرة أخرى، والأفيال تعلمت الدرس من مواجهة دور المجموعات؛ وظلت المباراة طوال 120 دقيقة دون أهداف، لتتجه لركلات الجزاء الترجيحية، ويفوز الفراعنة بأربع ركلات مقابل اثنين.