كشف ناصر لارغيت، المدير السابق لأكاديمية محمد السادس، أسباب تطور مستوى الكرة في المغرب خلال السنوات الأخيرة، موضحًا دوره أثناء تولى مهمة إدارة الأكاديمية.
وقال ناصر لارغيت في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "أون أي": "فكرة الأكاديمية جاءت في إطار مشروع تطوير كرة القدم في المغرب، وهي رؤية ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أطلق هذا المشروع في وقت كانت فيه كرة القدم المغربية تمرّ بأزمة حقيقية، إذ لم تكن الأندية تتأهل إلى الأدوار المتقدمة في البطولات الإفريقية، كما أن المنتخب الوطني لم يكن ينجح في بلوغ كأس العالم أو تجاوز الدور الأول في كأس أمم إفريقيا".
وأكمل: "جاء القرار الملكي بإنشاء مشروع نموذجي يُحتذى به للأندية، ومن هنا وُلدت فكرة الأكاديمية، وكنتُ سعيدًا وممتنًا لاختياري لقيادة هذا المشروع منذ مرحلة التأسيس والبناء، مرورًا بعملية استقطاب اللاعبين والمدربين، وكان الهدف إنشاء مؤسسة كروية بمواصفات عالمية، خاصة أنني كنت أمتلك خبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا في فرنسا، كنت دائمًا أتساءل، لماذا في أوروبا يتمكنون من إنتاج لاعبين بمستويات عالية، بينما لا نستطيع نحن تحقيق ذلك؟".
وأوضح: "الأكاديمية كانت مميزة من حيث المنشآت والملاعب والإقامة والتعليم، فكل شيء كان مهيأ لتطوير اللاعب على المستويين الرياضي والشخصي، وقد وفر لنا صاحب الجلالة جميع الإمكانيات المادية والمعنوية لإنجاح هذا المشروع".
طالع.. خاص | موقف فؤاد زهواني وسعد الحداد موهبتي المغرب بعد أنباء اهتمام الأهلي
وأردف: "كنا نستقبل اللاعبين من سن 12 إلى 15 عامًا، ولم يكن لدينا فريق أول، لأن التركيز كان على الفئات السنية الصغيرة، فشاركنا في بطولات تحت 13 و16 و17 و19 عامًا، مع جدول يومي يتضمن حصتين تدريبيتين ودروسًا تعليمية، وكانت المهمة صعبة على الأطفال لكنها الطريق الصحيح لتكوين لاعب محترف".
وعن تدريب المدربين، أجاب: "في البداية ركزنا على تكوين اللاعبين فقط، لكن لاحقًا وسّعنا نطاق العمل ليشمل بعض اللاعبين القدامى الراغبين في دخول مجال التدريب، مثل خالد فهامي وصالح سكيتي، وساعدناهم على تطوير أنفسهم وتحديد ما إذا كان هذا المجال يناسبهم، ومع ذلك، ظلت المهمة الأساسية للأكاديمية هي إعداد اللاعبين".
وزاد: "عام 2014 شهد مرحلة جديدة عندما رشح السيد فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، لتولي منصب المدير الفني للاتحاد، حيث وضعا استراتيجية شاملة لتطوير منظومة التدريب، ومن أبرز إنجازات تلك المرحلة إطلاق أول رخصة تدريب (برو) إفريقية، وهي فكرة اقترحها على لجنة الكاف، وكان الكابتن حسن شحاتة حاضرًا معنا وساهم بخبرته في إضفاء طابع إفريقي مميز على التجربة".
وأشار: "عملنا كذلك على إعداد مدربين مغاربة مؤهلين عبر رخص C وB وA وPro، وأضفنا رخصًا جديدة خاصة بمدربي اللياقة البدنية وحراس المرمى، لتشكيل جهاز فني متكامل، وكانت رؤيتنا أن نصل إلى مستوى تنافسي قوي في شمال إفريقيا والقارة السمراء".
وواصل: "في الوقت ذاته، كنا ندرك أهمية الجالية المغربية في أوروبا، خصوصًا في بلجيكا وهولندا وفرنسا، وقررنا الاستفادة من هؤلاء اللاعبين أيضًا، فليس هناك مانع من تمثيلهم للمنتخب ما داموا يحملون روح الانتماء للمغرب، ولهذا نجد اليوم توازنًا واضحًا في المنتخبات المغربية، فحوالي 50% من اللاعبين من خريجي الأكاديمية واللاعبين المحليين، و50% من أبناء الجالية المغربية في الخارج".
وأتم: "حتى منتخب المغرب للشباب الذي فاز بكأس العالم كان نصف لاعبيه تقريبًا من الأكاديمية والنصف الآخر من أبناء الجالية، وهذا هو سرّ نجاح التجربة المغربية اليوم، والحمد لله نحن نسير على الطريق الصحيح".