صدّته بيد واحدة في نهائي مونديال 2006 من رأسية لزين الدين زيدان  يحافظ من خلالها على نتيجة التعادل الإيجابي، لقطة لا تزال متعلقة بالأذهان، برغم أن الساحر البارع كان قد هزمه قبل ذلك في المباراة ذاتها بركلة جزاء بطريقة ذكية، كان الهدف الثاني فقط الذي يهز شباك جيانلويجي بوفون في المسابقة باستثناء ركلات الترجيح، وبفضل أدائه الرائع نال لقب أفضل حارس، وينال زيزو الكرة الذهبية المقدمة من أديداس حينها ، لكن يرفع جيجي كأس العالم بقميص المنتخب الإيطالي أمام أعين الفرنسي زميله السابق الذي رافقه في يوفنتوس.

لقاء أخر يجمعهم وجهاً لوجه على أرضية كارديف، يوفنتوس يسعى لتحقيق الثلاثية بعد تتويجه بطلاً للسكوديتو وكأس إيطاليا، ريال مدريد يرغب في الثنائية عقب الظفر بالليجا رقم 33، بوفون لا يزال بقميص حارس المرمى وشارة قيادة يوفنتوس، أما زيزو فقد خلع قميص اللاعب وأرتدى قميص التدريب  لفريق ريال مدريد.

المواجهة تحمل صراعات من نوع خاص، ألفارو موراتا مهاجم الميرنجي يواجه فريقه السابق والذي قال من قبل : "أعترف إنني لا أرغب في التسجيل بشباك يوفنتوس، إذا كان لي أن أخسر مواجهة مع ريال مدريد فأفضل أن أخسرها أمام يوفنتوس عن أي فريق أخر، إذا تواجهنا بالنهائي سيكون القدر" ، جونزالو هيجوايين وسامي خضيرة بقميص اليوفي في مواجهة أصدقاء الأمس.

 وزيدان يصبح أمام مهمة صعبة يقود نادي حياته أمام الفريق الذي قدمه للعالم وجعل منه الأغلى في التاريخ، الفرنسي تمنى تجنب المواجهة في دور المجموعات، لكن لا مفر من لقاء سيدته العجوز في كارديف وجاء تعليقه عقب التأهل:" سيكون نهائي خاص بالنسبة لي، أنا أصبحت رجل في اليوفي، هم فريق عظيم، مواجهة اليوفي شيء خاص لأنهم في قلبي، نحن لسنا المفضلين للفوز من الصعب أن تسجل بسهولة في شباك هذا الفريق، لعبت في يوفنتوس 5 سنوات النادي لا يزال في قلبي، وريال مدريد نادي حياتي ستكون مواجهة صعبة".

فلنعود بذاكرتنا إلى الخلف قليلاً ونطالع أوراق التاريخ لرؤية ما سردته عن مشوار الفريقين في نهائيات الأبطال، ومبارياتهما وجهاً لوجه.

الملكي صاحب رقم قياسي بخوض 15 مباراة نهائية ربح من خلالها 11 لقب، أما البيانكونيري كان له نصيب المشاركة في 8 نهائيات خسر منها 6، أحدهما أمام ريال مدريد.

مفارقات مشوقة نراها في لقاءات الفريقين، فقد خسر زيزو لقبين لدوري الأبطال بقميص يوفنتوس الأول بموسم 1996- 97 أمام بورسيا دورتموند الألماني، والثاني أمام فريقه الحالي ريال مدريد بموسم 1997-98، فيما تمكن بقميص الملكي من الفوز بلقب لدوري الأبطال وهو لاعب، وأثنان أحدهما وهو مساعداً لكارلو أنشيلوتي والأخر وهو مدرب.

من صفوف البيانوكنيري ينتقل زيدان لريال مدريد ويودع المسابقة من الدور نصف النهائي أمام حبه القديم يوفنتوس، يهز شباك بوفون بهدف في لقاء الإياب، لا يؤثر في النتيجة الإجمالية وتحسم السيدة العجوز التأهل إلى المباراة النهائية بموسم 2002- 2003.

وجهاً لوجه :


18 مواجهة جمعت ريال مدريد ويوفنتوس بدوري الأبطال، أسفرت عن فوز لليوفي في 8 مباريات، ومثلهما لريال مدريد، فيما تعادل الفريقان مرتين، ونجح البيانكونيري في هز شباك ريال مدريد بـ21 هدف، أما الملكي فقد سجل 18 هدف بشباك يوفنتوس.

وتمكن يوفنتوس من إقصاء ريال مدريد 4 مرات على مدار 8 نسخ من مسابقة دوري الأبطال، وأقصى الميرنجي نظيره البيانكونيري في 3، وفاز عليه بالنهائي المذكور أعلاه.

ربع النهائي  1961/ 62 :

 فاز ريال مدريد ذهاباً بهدف نظيف لدي ستيفانو، وحسم عمر سيفيوري المباراة ليوفنتوس في الإياب، مما توجب إقامة لقاء إعادة وفقاً لنظام المسابقة حينها، ويتمكن ريال مدريد من الفوز 3-1.

الجولة الثانية 1986 / 87 :

ودعها البيانكونيري مبكراً من الجولة الثانية، بهدف لإيميليو بوتراجينيو في مباراة الذهاب، إياباً فاز يوفنتوس فالوقت الأصلي بهدف أنتونيو كابريني، لتصل المباراة لركلات جزاء ويحسمها الميرنجي بنتيجة3-1.

ربع النهائي 1995/ 96 :

يتعلم البيانكونيري الدرس تلك المرة، فيعتقد ريال مدريد أنه سيكرر الأمر ذاته بعد فوزه بهدف راؤول جونزاليس، فيرد البيانكونيري بثنائية لأليساندرو ديل بيرو، وميشيل بادوفانو ويتوجوا بلقب المسابقة حينها.

المباراة النهائية 1997 / 98

يتوج ريال مدريد باللقب على حساب يوفنتوس  بهدف بريدراج مياتوفيتش في الدقيقة 66. 

نصف النهائي 2002/ 03

يعبر ريال مدريد مباراة الإياب بفوز بثنائية لهدف، ويسجل له الثنائي البرازيلي روبيرتو كارلوس والظاهرة رونالدو، ويحرز ديفيد تريزجيه هدف اليوفي، وفي العودة يقلب الطليان الطاولة ، بتسجيل ثلاثة أهداف عن طريق تريزيجيه ،ديل بيرو وبافل نيدفيد ، يسجل الريال هدف وحيد من خلال زيدان الذي يهز شباك فريقه السابق وزميله بوفون.

 

دور ربع النهائي 2004 / 05

ذهاباً يحقق ريال مدريد فوزاً بهدف نظيف، وبالعودة في تورينو يظفر يوفنتوس بالتأهل بهدفي ديفيد تريزيجيه ومارسيلو زالاييتا. 

مرحلة المجموعات 2008/ 09

 ذهاباً يحقق اليوفي الفوز بهدفين لهدف ويحرز له ديل بيرو وأموراي ، وجاء هدف الميرنجي عن طريق الهولندي رود فان نيستيلروي، ويعود البيانكونيري ويكرر فوزه بثنائية نظيفة في الإياب يحرزهما الملك ديل بيرو.

مرحلة المجموعات 2013/ 14

يحسم ريال مدريد الفوز بنتيجة 2-1 ويسجل له كريستيانو رونالدو ويأتي هدف يوفنتوس عن طريق فرناندو يورنتي، وفي الاياب تنتهي المواجهة بتعادل إيجابي 2-2 ويحرز أرتورو فيدال ويورنتني هدفي السيدة العجوز، ورونالدو وجاريث بيل للملكي، ويودع يوفنتوس من المجموعات، وتوج ريال مدريد باللقب على حساب جاره أتليتكو مدريد بنهائي لشبونة.

نصف نهائي 2014/ 15

يعود اليوفي للثأر ويفوز 2 / 1 بهدف موراتا وتيفيز، ويحرز رونالدو للريال ، وبالإياب تنتهي المواجهة بتعادل إيجابي 1-1 ويسجل رونالدو للميرنجي، وموراتا لليوفي ، ويصل البيانكونيري للمواجهة النهائية لكن يخسر اللقب أمام برشلونة.

كانت تلك مواجهات الفريقين وجهاً لوجه، لنكمل ونرى النهائيات التي خاضها كلاً منهم والتي اتسمت بسوء الحظ للسيدة العجوز مقابل لحظات مجد متكررة للملوك.

 مواجهات يوفنتوس في النهائيات:

ابتسم الحظ للسيدة العجوز مرتين فقط من أصل 8 نهائيات على النحو التالي:

 

1972-73
يخسر يوفنتوس اللقب لصالح أياكس الهولندي بهدف جوني ريب المبكر في بلجراد.

1982-83

بصاعقة من  فيليكس ماجاث لاعب وسط هامبورج الألماني، يخسر يوفنتوس لقب جديد وهذه المرة في أثينا.

1984-85
"اتذكر هذه الليلة بشكل خاص لأسباب خاطئة إذا ذهب الناس لمشاهدة كأس أوروبا فمن السخرية تماماً عدم عودتهم لمنازلهم"  كان ذلك تعليق النجم البولندي زبينجينو بونيك نجم يوفنتوس على المباراة التي استوعب فيها البيانكونيري الدرس وحصد اللقب بهدف ميشيل بلاتنيني في الدقيقة 56 ، وشهدت المواجهة مقتل 39 مشجع في اضطرابات قبل المباراة بكارثة ملعب هيسيل الشهيرة.

1995 - 96

يوفي لم ينسى الثأر وعاد ينتقم من أياكس بعد مرور 23 عاماً، يسدل الستار على الوقت الأصلي  بتعادل إيجابي وسجل  هدف التقدم رافانيلي في الدقيقة 12، تمتد المواجهة للأشواط الإضافية  ويحسمها البيانكونيري بركلات ترجيح وكانت الركلة الأخيرة عبر أقدام فلاديمير جوفوفيتش وتنتهي بنتيجة 4-2.

1996-97

يطرق الحظ السيء أبواب الطليان مجدداً على يد بورسيا دورتموند الألماني ويخسر زيدان اللقب مع يوفنتوس بثلاثية لهدف.

2002-03 :
هذه المرة يتجرع يوفنتوس الأحزان على يد الجار ميلان ويخسر اللقب بركلات الترجيح بنتيجة 3-2، وكان بوفون حارس مرمى الفريق.

2014-15

على يد برشلونة الإسباني يبكي أندريا بيرلو وتدمع أعين بوفون بهزيمة 3-1 تسفر عن ضياع حلم التتويج.

ننتقل إلى كتاب النادي الملكي ونستطلع ذكرياته السعيدة ، موجهات ريال مدريد في النهائيات:


خمسة ألقاب متتالية

1955 / 56 :

تتويج باللقب الأول على حساب ريمس الفرنسي عقب الفوز بنتيجة 4-3.

1956/ 57: 

يعبر الميرنجي إلى اللقب من خلال هدفين نظيفين في شباك فيورنتينا الإيطالي.

1957 / 58:

لقب ثالث وعلى حساب فريق إيطالي أيضاً وهو الروسونيري ميلان وفوز بنتيجة 3-2.

  

59/1958 :

فوز مدوي بنتيجة 7 - 3 يحسم اللقب لريال مدريد على حساب أينتراخت فرانكفورت الألماني.

 

1961  / 62:

يتذوق ريال مدريد طعم الهزيمة ويخسر اللقب لصالح بنفيكا البرتغالي الذي فاز عليه بنتيجة 5-3.

 

1963 / 64 :

تتواصل أحزان الملكي بلقب أخر مفقود أمام النيراتزوري انتر ميلان الذي فاز على ريال مدريد بنتيجة 3/ 1.

1965 / 66

 عودة من جديد لمنصات التتويج واحتضان اللقب السادس بعد الفوز بنتيجة 2-1 أمام بارتيزان الصربي.

1980/ 81:

يأبى ليفربول الإنجليزي منح الفرصة لريال مدريد ويتغلب عليه بهدف نظيف، يخسر فيه الملكي اللقب.

1999 / 2000:

يفوز ريال مدريد باللقب على حساب مواطنه فالنسيا بعدما تغلب عليه بثلاثة نظيفة.

2001 / 02 :

بهدف زيدان يتوج ريال مدريد على باير ليفركوزن الألماني في مباراة انتهت بفوز الميرنجي بثنائية لهدف.

 

2013 /14 

كمساعد مدرب لأنشيلوتي يشهد زيدان تتويج ريال مدريد بفضل رأسية راموس، أمام أعين غريمه بالعاصمة أتليتكو مدريد وإنتهاء المباراة بنتيجة 4-1 في نهائي لشبونة الشهير.

2015/ 16 :

تلك المرة كمدرب يذيق زيدان نظيره أتليتكو مدريد هزيمة مجددة في ميلان، ويقود الفرنسي فريقه ريال مدريد للقب الحادي العشر بعدما انتهى الوقت الأصلي بتعادل إيجابي بهدف لمثله، وربح الميرنجي بركلات الترجيح وكانت الأخيرة لرونالدو.

 والأن بعد مطالعة كتابي الفريقين، هل تمنح أرض كارديف السعادة ليوفنتوس بقيادة مدربه ماسيمليانو أليجري ويثأر من ريال مدريد عقب مرور20 عاماً على خسارته للقب الأبطال بملعب أمستردام أرينا، مثلما فعلها البيانكونيري أمام أياكس من قبل، وينظر زيزو لبوفون وهو يحمل لقب الأبطال المفقود إلى السيدة العجوز، متذكراً احتضان القائد الإيطالي لكأس العالم أمام عينيه في 2006، أم يمضي زيزو في رحلة المجد الملكي ويظفر بالثانية عشر؟