عندما رفض نادي الزمالك المصري التوقيع مع محمد صلاح، بسبب ما أبداه رئيس النادي الأسبق من رأي بشأنه حول أنه "بحاجة إلى الكثير من العمل ليلعب للزمالك" تقبل صلاح تعليق رئيس النادي بشكل جيد ولم ينساه مع ذلك، ليقوم بدعوة عباس نفسه لمشاهدة مباراة ليفربول وتشيلسي ليراه الأخير وهو يسجل في مرمى البلوز على أرض ملعبه أنفيلد.

هذا ما ذكرته صحيفة "صنداي تايمز" حول محمد صلاح اللاعب المصري المحترف في صفوف فريق ليفربول، حيث تقول الصحيفة أن من يعرفون صلاح يؤكدون جميعهم على أنه يتمتع بصفتين الأولى هي هو أنه كريم للغاية والثانية أنه يتمتع بحس غريب للدعابة على الرغم من أن هذا لا يبدو عليه، ويبدو أن تمتعه بالصفتين كانا وراء توجيهه الدعوة لعباس لحضور المبارة.

وفي مارس 2012 بدأ صلاح رحلته عندما بدأ نادي بازل السويسري في المعاناة بسبب استغنائهم عن نجم الفريق الأول آنذاك شردان شاكيري إلى بايرن ميونيخ،  ذهب الفريق الأوليمبي المصري إلى النادي السويسري ولعب ماراة هناك وسجل فيها محمد صلاح هدفين ليعرف السويسريون أنهم وجدوا ضالتهم في صلاح، غير أن التخوف الأكبر كان من قدرة الأخير على التأقلم مع أجواء الغربة والبطولات الأوروبية.

ويقول جورج هايتز أنه بعد مرور فترة قصيرة للغاية بدد محمد صلاح كل الشكوك المحيطة بقدرته على التأقلم حيث كان واضحًا أنه محبوب من الجميع بل تعلم اللغة الإنجليزية بشكل سريع للغاية وفي ظرف شهرين كان يجيدها تمامًا، واتضح للجميع أنه شخص متواضع وذكي.

 ويقول مارتن ياكن المدير الفني لبازل وقتها أنه وجد أن صلاح شخص لطيف ومحب للدعابة ويجيد صنع الأصدقاء، ويقول أن تدريب صلاح والنني لاحقًا كان تجربة جيدة لأن معاييرهما الأخلاقية جيدة وتدفعهما للعمل باستمرار، وتذكر مرة اضطر الفريق لأن يلعب منقوصًا فيها طيلة الشوط الثاني بسبب طرد أحد لاعبيه وكان صلاح اللاعب الوحيد في خط المقدمة مسببًا الذعر لخط الدفاع بأكمله.

وكان من المقرر أن ينتقل صلاح لليفربول قادمًا من بازل غير أن مكالمة هاتفية من مورينو جعلته ينتقل لتشيلسي، ويقول هايتز أن مورينو لا يجيد التعامل مع اللاعبين ممن هم مثل صلاح حيث يحتاج، للثقة بشكل مستمر فضلأ عن التشجيع والشحن، وهو ما يجعله غير مناسب لتدريب صلاح الذي يعتمد على التشجيع أكثر من الانتقاد.

وانتقل صلاح بعد ذلك إلى فيرونتينا ثم إلى روما ليلعب بجوار إيدين دجيكو، الذي أبدى صراحة افتقاده لصلاح، حيث سجل المهاجم البوسني الدولي 11 هدفًا في 21 مبارة مقارنة بـ39 في 51 الموسم الماضي وكان من بينهم 12 تمريرة حاسمة من صلاح، ويصف كلوب صلاح بأنه لاعب وسط ميدان بعقلية هجومية للغاية وقادرة على صناع الأهداف باستمرار فضلًا عن التحول إلى مهاجم حتى عند الحاجة.

وتدعو الصحيفة قرائها للتعرف على صلاح من الناحية الإنسانية، وتصفه بأنه متواضع وحساس وخجول، مشيرة إلى أن كلمته المفضلة في اللغة الإنجليزية هي "الحب" (love) بينما الضوضاء المفضلة لديه صوت ابنته واليوم المفضل له هو الذي يمكث فيه في المنزل ليسترخي ولا يتكلم مع أي شخص، كما قال أنه لا يحب المقابلات الصحفية ويفضل الأفعال، وتقول الصحيفة أنه قام ببناء مدرسة في منطقته بمصر ودعم خدمات الإسعاف فيها، كما أنه يتولى القيام بعدد من الأعمال الخيرية المتعلقة بمنح الناس الأغذية والأطعمة خاصة في رمضان، حتى أنه تبرع لصندوق مصري يعمل على إطعام المحتاجين بمبلغ يوازي 210 ألف جنيه استرليني.

وتقول الصحيفة عن صلاح أنه لعب "الكرة الشراب" في منطقته عندما كان طفلًا صغيرًا، وأنه "مسلم جيد" حيث يقرأ القرآن خلال وجوده في ليفربول ويحرض على الصلاة (يقصدون السجود) في أعقاب إحرازه أي هدف، كما أنه اسمى ابنته مكة وزوجته محجبة، بل أنه رفض الحصول على فيلا كهدية بعد إحرازه هدفًأ في الكونغو وطالب أي شخص يريد أن يعطيه هدية بأن يمنح ما يوزي قيمة الهدية ماليًأ للفقراء، ولم يحتفل عندما أحرز هدفًأ في تشيلسي لم يحتفل حزنًا على شهداء العريش.

وقالت الصحيفة أن صلاح نجح في عمل ما لم ينجح في عمله أي سياسي في الشرق الأوسط وهو تجميع الناس حوله، حيث أن مشجعي الكرة في المنطقة يرغبون في تقديم صلاح لأداء قوي، كما أنه اصبح الشيء الوحيد الذي يجلب للمصريين السعادة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يعانونها، حيث أنه يوحد المصريين على اختلاف طبقاتهم واتجهاتهم السياسية وراء تشجيعه، وترى أنه عندما يسجل ميسي فإنه لا يوحد أمته عندما يسجل رونالدو فإنه لا يفعل كذلك، ولكن هذا ما يفعله صلاح عندما يسجل.. يجمع بين أبناء بلده.