منافسة بيب جوارديولا على لقب الدوري، بمثابة مهمة شبه مستحيلة. نعم، هذه حقيقة وليست مبالغة، بالنظر لمسيرة المدرب الإسباني الذي دخل مجال التدريب في 2008 وحتى 2024 حقق 12 لقب دوري، جميعها من ضمن الدوريات الخمس الكبرى.

3 ألقاب دوري إسباني، ومثلهم في الدوري ألماني، و6 ألقاب للدوري الإنجليزي، أرقام لم يفعلها أي مدرب في تاريخ كرة القدم.

بيب جوارديولا يمكن أن يتخلى عن أي شيء "دون إرادته"، باستثناء لقب الدوري الذي ينافس عليه.

أنطونيو كونتي وجوزيه مورينيو ويورجن كلوب فقط هم من تمكنوا من التغلب على جبروت جوارديولا، وظفروا بـ 3 ألقاب دوري من أصل 15 لقب نافس عليهم الإسباني.

طالع أيضًا..جوارديولا: كلوب أوصلني إلى مستوى آخر كمدرب.. وهناك من سيواصل إرثه في الدوري الإنجليزي

بداية المجد مع برشلونة

في 2008 تولى بيب جوارديولا تدريب برشلونة خلفًا لـ الهولندي ريكارد، وفي موسمه الأول 2008\2009، حقق السداسية التاريخية مع برشلونة.

لقب الدوري الإسباني الأول له حققه بيب جوارديولا برصيد 87 نقطة وبفارق 9 نقاط عن ريال مدريد، الذي اكتسحه بسداسية في كلاسيكو سانتياجو بيرنابيو.

بيب جوارديولا

في الموسم التالي، تعاقد ريال مدريد مع الجلاكتيكوس من بينهم كريستيانو رونالدو، لكن هذا لم يمنع بيب جوارديولا من التتويج بالدوري الإسباني أيضًا في 2009\2010.

99 نقطة وبفارق 3 نقاط عن ريال مدريد، حقق بيب جوارديولا اللقب، على حساب الملكي بقيادة مانويل بيليجريني، قبل أن يأتي جوزيه مورينيو في الموسم التالي.

2010\2011، كان تحديا للمدرب الإسباني، خاصة بعدما أطاح به مورينيو مع إنتر من دوري أبطال أوروبا، لكن الإسباني اكتسح جوزيه في أول كلاسيكو بخماسية نظيفة، وتوّج بلقب الدوري في النهاية برصيد 96 نقطة بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد.

في 2011\2012، خسر جوارديولا لقب الدوري الإسباني، أول لقب دوري يخسره في مسيرته، عندما فاز به ريال مدريد بـ 100 نقطة بفارق 9 نقاط عن برشلونة، ليرحل بيب ويكتب سطر النهاية مع البلوجرانا.

سيطرة متبادلة مع بايرن ميونخ

ذهب جوارديولا بعد برشلونة إلى بايرن ميونخ، وكانت سيطرة العملاق البافاري على لقب البوندزليجا في بدايتها، بعدما خسر لقب 2011\2012، ثم توّج بلقب 2012\2013 مع يوب هاينكس.

في موسمه الأول توّج بيب جوارديولا ببطولة الدوري الألماني 2013\2014 برصيد 90 نقطة وبفارق 19 نقطة عن بوروسيا دورتموند أقرب منافسيه، ليتغلب على يورجن كلوب.

جوارديولا بطل الدوري الألماني

في موسمه الثاني، ورغم خسارة 5 مباريات في الدوري الألماني، لكن بيب جوارديولا توّج باللقب برصيد 79 نقطة بفارق 10 نقاط عن فولفسبورج، موسم 2014\2015.

في نهاية 2015، أعلن بيب جوارديولا أنه سيرحل بنهاية الموسم عن بايرن ميونخ، بعد الاخفاق المستمر في بطولة دوري أبطال أوروبا، لكنه رفض أن يرحل دون التتويج ببطولته المفضلة، ليحسم لقب الدوري برصيد 88 نقطة وبفارق 10 نقاط عن بوروسيا دورتموند الثاني.

لينهي جوارديولا مسيرته في بايرن ميونخ، بدون خسارة أي لقب دوري، وتستمر السيطرة للعملاق البافاري بعد رحيله.

مرحبًا بك في بريميرليج

في موسمه الأول مع مانشستر سيتي، فاز جوارديولا بأول 6 مباريات على التوالي، من بينهم ديربي مانشستر على حساب جوزيه مورينيو.

حتى جاءت الهزيمة الأولى، عندما خسر بيب أمام بوتشيتينو في مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام، وتوالت النتائج السيئة، بالتعادل مع إيفرتون ثم ساوثهامبتون وميدلزبروه.

بدأ الإعلام الإنجليزي يسخر من جوارديولا، بالجملة الشهيرة "أهلًا بك بيب في عالم البريميرليج، حيث لن تجد ما كنت تجده في إسبانيا وألمانيا".

جوارديولا بعد أول هزيمة في الدوري الإنجليزي

على مدار الموسم تعثر بيب جوارديولا كثيرًا، وخسر لقب الدوري وحل في المركز الثالث، وهو أسوأ مركز احتله في مسيرته التدريبية مع جميع الفرق، عندما توّج أنطونيو كونتي باللقب مع تشيلسي برصيد 93 نقطة، بينما جاء السيتي في المركز الثالث برصيد 78 نقطة.

بداية الانتقام

في الموسم التالي، بدأ بيب جوارديولا الثأر والانتقام من الجميع، كل من سخر من جوارديولا تحوّلت سخريته لإشادة، بعدما صنع ما لم يصنعه أي مدرب في تاريخ الدوري الإنجليزي.

توّج بيب في نهاية الموسم ببطولة الدوري الإنجليزي برصيد 100 نقطة، وهو ما لم يفعله أي مدرب في تاريخ البطولة، وبفارق 19 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر يونايتد.

جوارديولا ودوري الـ100 نقطة

الإسباني في أول 20 مباراة فاز بـ19، ليحتل الصدارة وينهي الجزء الأول بطلًا، قبل أن يكسر ليفربول سلسلة اللاهزيمة لـ بيب جوارديولا بأقدام محمد صلاح ورفاقه في موسم المصري الأول مع الريدز.

احتفال جوارديولا وفريقه بالفوز الأخير على ساوثهامبتون كان يضاهي احتفالهم بالتتويج باللقب، بعدما سجل جابرييل جيسوس هدف الفوز الذي تسبب في الوصول لـ 100 نقطة.

في الموسم التالي، كان يورجن كلوب قد دعم فريقه ليفربول، وبدأ في منافسة بيب، وظل في الصدارة وخسر مباراة واحدة فقط كانت بينهما عندما فاز بها السيتي.

مع فوز حامل اللقب على ليستر سيتي بصاروخية كومباني، وسنتيمترات ستونز الشهيرة في مباراة ليفربول، توّج مانشستر سيتي ببطولة الدوري الإنجليزي برصيد 98 نقطة، وبفارق نقطة واحدة فقط عن ليفربول.

لك أن تتخيل فريق وصل لـ 97 نقطة ولم يحقق اللقب ! .. نعم لأن خصمه جوارديولا، مثلما حدث في إسبانيا 2010.

في موسم 2019\2020، تأثرت كرة القدم بـ فيروس كورونا، ولكن ليفربول لم يتأثر، وحقق المعجزة وتوّج بأول لقب دوري إنجليزي ممتاز في تاريخه، عندما وصل ليفربول لـ 99 نقطة وحسم اللقب بفارق 18 نقطة.

جوارديولا بطل دوري 2018\2019

هذه كانت الخسارة الأخيرة، الدوري الثالث الذي يخسره جوارديولا، بعد خسارة 9 مباريات في موسم واحد، منها الهزيمة ضد تشيلسي التي منحت اللقب للريدز.

في 2020\2021، استعاد جوارديولا اللقب من جديد، برصيد 86 نقطة وبفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد الثاني، مستغلًا تأثر الجميع بـ فيروس كورونا ماليًا، لكن في الوقت ذاته تعاقد مع روبن دياز ورودري.

في 2021\2022، تكررت المنافسة بين جوارديولا وكلوب، وحتى الأنفاس الأخيرة، ريمونتادا السيتي ضد أستون فيلا، أحبطت الريدز ضد ولفرهامبتون بالجولة الأخيرة، ليحقق بيب اللقب برصيد 93 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن ليفربول.

2022\2023، ظهر منافس جديد، مشروع جديد بقيادة تلميذ جوارديولا، ميكيل أرتيتا، لكن بيب رفض أن يتفوق التلميذ على الأستاذ، وحسم اللقب بـ 89 نقطة بفارق 5 نقاط عن الجانرز.

وأخيرًا هذا الموسم، بعد دراما مباراة توتنهام ثم مواجهة وست هام، حسم مانشستر سيتي اللقب، وبرصيد 91 نقطة، ليتفوق مجددًا على آرسنال ويجرع أرتيتا من نفس الكأس الذي شرب منه كلوب وسولشاير وغيرهم من قبل.

 إذًا منافسة بيب جوارديولا على لقب الدوري شبه مستحيلة، هذه حقيقة وليست مبالغة، وهو ما أكده يورجن كلوب مدرب ليفربول في تصريحات سابقة، كما أكد مورينيو عندما احتل المركز الثاني في موسم الـ100 نقطة لـ مانشستر سيتي، أن هذا أفضل إنجاز حققه في مسيرته.

الرجل الذي سخروا منه عندما تعثر في موسمه الأول، وأخبروه بأن الدوري الإنجليزي ليس بسهولة الإسباني أو الألماني، حوّله إلى حديقته الخاصة، هيمنته الاستثنائية بتحقيق 6 ألقاب من بينهم 4 على التوالي، لم يفعله أي مدرب في تاريخ إنجلترا خلال هذه المدة الزمنية.