لا شك في أن الأهداف العكسية هي الظاهرة الأكثر إثارة للجدل في يورو 2024، وتكرارها مثلما حدث في يورو 2020 التي أقيمت في 2021.

منذ أن بدأت بطولة يورو 2024، تم تسجيل 7 أهداف عكسية، منذ أول مباراة جمعت بين ألمانيا وأسكتلندا في الافتتاح، وسجل روديجر هدفا عكسيا، عندما فاز منتخب بلاده 5-1.

تكرر الأمر عندما فازت فرنسا بهدف عكسي، سجله مدافع النمسا ماكسيمليان ووبر في مرماه، بعد عرضية كيليان مبابي، ليحقق الديوك أول 3 نقاط في البطولة.

طالع أيضًا.. مواعيد مباريات دور الـ 16 في يورو 2024

ثالث الأهداف الذاتية كان عن طريق روبن هرناك، الذي سجل هدف منتخب البرتغال الأول في الفوز 2-1 لأصدقاء رونالدو على التشيك، بعدما أخطأ المدافع التشيكي في الهدفين.

الهدف الرابع، كان في المباراة المثيرة بين ألبانيا وكرواتيا، عندما سجل كلاوس جاسولا هدفا في مرماه ليتقدم للكروات، قبل أن يسجل بنفسه هدف التعادل للمنتخب الألباني في الدقيقة 90.

الهدف الخامس جاء عن طريق ريكاردو كالافيوري، في نفس المجموعة عندما كان هدف الفوز للمنتخب الإسباني على حساب إيطاليا بعد عرضية نيكو ويليامز، الذي حولها المدافع الإيطالي في مرماه بالخطأ.

الهدف السادس، كان عن طريق سامت أكيدين، وهو الأغرب من بين أهداف البطولة بالكامل، عندما مرر الكرة بالخطأ لحارسه الذي كان قد خرج من مرماه، لتذهب الكرة إلى الشباك وتعلن الهدف الثاني للبرتغال في المباراة التي خسرها المنتخب التركي 3-0، لكن كان المدافع التركي مادة خام للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عالميًا بسبب ذلك الهدف.

ظاهرة متكررة

إذا عدنا بالزمن إلى عام 2021، حيث أقيمت بطولة يورو 2020 التي تم تأجيلها لمدة عام بسبب فيروس كورونا، سنجد بأنها صاحبة الرقم القياسي في الأهداف العكسية، بعدما تلقت شباك المنتخبات أهدافًا بالنيران الصديقة في 11 مرة خلال بطولة يورو 2020.

قبل نسخة يورو 2020، كانت الأهداف العكسية التي سجلت في جميع بطولات اليورو عبر التاريخ، فقط 9 أهداف، لكن في نسخة واحدة، تم كسر هذا الرقم.

وكان دور المجموعات من بطولة أمم أوروبا "يورو 2020"، قد شهد تسجيل 8 أهداف عكسية.

تلك الظاهرة التي تتكرر للنسخة الثانية على التوالي، تجعلنا نطرح العديد من الأسئلة، ما بين الصدفة أو التعمد؟.

التعمُد هنا نقصد به ما نشرته التقارير البريطانية خلال الفترة الماضية، عن ما يخص المراهنات، وأن هناك العديد من اللاعبين الذين يشاركون في المراهنات على نتائج المباريات وتسجيل الأهداف.

وهنا لا نتهم أي لاعب بتعمد التسجيل في مرماه، ولكن نظرًا للقضية التي ناقشتها الصحافة الإنجليزية، فإن الأمر مثير للجدل، لأنه تكرر خلال آخر نسختين فقط أكثر من أي نسخة سابقة.

هناك العديد من الأهداف تتأكد تمامًا بأنها دون قصد، وأبرزها هدف كالافيوري مدافع إيطاليا، لأنه لم يكن هناك فرصة لإبعاد الكرة بعد عرضية نيكي ويليامز.

أما بالنظر للهدف الذي سجله سامت أكيدين مدافع المنتخب التركي، فهو يثير العديد من الشكوك، خاصة وأنه في الإعادة كان ينظر للحارس ويراه في طريقه إليه، وهو ما أشارت له التقارير الإنجليزية أيضًا.

المراهنات أصبحت خطرا كبيرا يهدد كرة القدم، والعديد من اللاعبين تلقوا عقوبات كبيرة بسبب المراهنات، أبرزهم إيفان توني مهاجم برينتفورد، والثنائي الإيطالي ساندرو تونالي لاعب نيوكاسل، وفاجيولي من يوفنتوس، بالإضافة لـ التحقيقات التي قد تؤدي لمنع لوكاس باكيتا من ممارسة الكرة مجددًا.

ما بين المراهنات والصدفة، فقد أصبحت الأهداف العكسية ظاهرة في بطولة كأس أمم أوروبا منذ النسخة الماضية، ولا نعلم هل ستتوقف حرارة النيران الصديقة عند هذا الحد، أم ستتواصل حتى نهاية البطولة.